الرئيسية » المقالات » مجرد سؤال[رقية أبو شوك] مع الهرم “صديق احمد”        

مجرد سؤال[رقية أبو شوك] مع الهرم “صديق احمد”        

ابوشوك

  اليوم افرد هذه المساحة للحديث عن  القامة المبدع .. الفنان  “صديق أحمد” نسأل الله ان يمتعه بالصحة والعافية حتي يسري الساحة الفنية بالجميل ويطرب المعجبين  … فكثيرآ ما كنت أقول إن  المبدعين دائما ينالون قسطا كبيرا من عدم الالتفات من الحكومات المتعاقبة .. فهنا لا أعني الالتفات المادي وإنما الالتفات المعنوي الذي هو  أشد قوة وتأثيرا لانه يخفف الالم ويرفع من الروح المعنوية  بنسبة كبيرة لكون دولتك اهتمت بك وهاتفتك وزارتك وقدمت لك كل ما يمكن تقديمه خاصة وأن الفن رسالة لها تأثيرا كبيرا  في تشكيل البلاد سياسيآ واقتصاديآ واجتماعيآ .

 استقلال السودان لعب الفن فيه دورآ كبيرآ حتى نال السودان استقلاله وكانت (ياغريب بلدك يلا لبلدك انتهت مددك) وهذا على سبيل المثال لا الحصر … ف”صديق أحمد” لم يكن فنانا محصورا للشمال فقط وإنما هو فنانآ قوميآ  … غني للوطن و أرضه وترابه مذكرا بأرضه الخضراء الشاسعة التي تكفي بأن يكون السودان سلة غذاء العالم .

 نعم  مساحة واحدة لاتكفي حق القامة “صديق” خاصة وأنه قد جمل وانعش دواخلنا بروائع الاداء والصوت الجهوري الذي يخاطبك قبل ان تخاطبك الكلمات التي يتغني بها … عرفناه ونحن في بواكير عمرنا وهو يصدح بعد ان شكل ثنائية متفردة مع الشاعر الراحل المقيم “عبدالله محمد خير” وكانت التومات و”نسيتك انا ونسيتك .. ونسيتك ما لاني انسان ونساي .. ونسيت كل السماحة الفوق دروبو بقيت غناي .. وخليت ليك بلد بحاله وقمت رحلت بجاي .. عشان ردة فعل ذكراك جواي بفت تنتر مغص مرات ولواي) وكذلك اغنية (خلوني الاسافر ابوي لو كان في اجازة العيد ..امشي وازور حبيبي الغالي عايز اوفي حق الريد … عشان يا يابا من يوم روح ما جاب لي منه بربد وماقال لي وين يازولي كيف عامل براك وحيد ) و(حديثك شوقنا ليك قلنا اي حديث نقبله) وهكذا كانت الثنائية الجميلة والتي توجت ايضآ ب (زولي الشالته الزهرة وجروح قلبي الابت تبرأ) 

وجاءت كذلك “كارب الرسن” للشاعر “عبدالله التاج” الذي رحل عن دنيانا خلال الايام القليلة الماضية والتي تقول بعض من كلماتها: ( حجبوك من رؤي عيني ياكارب الرسن قولي وين اقبل تاني انا قبلي اتعوجن) غني في بداية حياته الفنية للفنان “محمد وردي” اغنية “الريلة : للشاعر “اسماعيل حسن” ( شن تشبه بلا الداسنه في بطن المطامير .. لدروبك انت ماشفنا البوابير .. ياقشيش نص الخلا الفوق في العتامير … البكركر رعده وديمة سماه عكير) …

 غني ثنائي مع الراحل الفنان “عبدالرحمن عبدالله” بلبل الغرب ” اغنية التومات فكانت من اجمل الثنائيات وكما تشهد له الساحة الفنية بثنائيات مع زملائه من فناني الطمبور وغني كذلك اغنيات من اغاني التراث وكانت اغنية (بلالي متين يجي يايمة بلالي متين يجي) .. صديق احمد” معروف عنه الكرم والمبادرة لفعل الخيرات والوقوف بجانب كل من يحتاجه من خلال الحفلات الخيرية التي يقيمها نسأل الله ان تكون في ميزان حسناته … نعم هذا قليل من كثير في حقه ومن باب الذكري للاجيال التي لا تعرفه جيدآ 

 اقول هذا وفي الخاطر أيضا التذكير باهمية الالتفات لمبدعينا الذي كانت لهم بصمات كبيرة في ارساء دعائم الثقافة السودانية والترويج لها من خلال الفن والذي يشمل “الكلم واللحن والأداء” … فعندما زار والي الشمالية  “ياسر يوسف” في النظام السابق الهرم “صديق احمد” في منزله ببحري كنت قد كتبت مقالا بهذه المناسبة 

واشدت بهذه الزيارة والتي ستكون لها واقع كبير في النفوس … لبس في نفوس الاسرة فقط وإنما في نفوس معجبي فنه … فنتمني ان تتكرر لتشمل جميع المبدعين ومن هنا نناشد اجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الثقافة والإعلام من المبادرة ووضع برنامج لهذه الزيارات والاتصالات الهاتفية واذكر كذلك كنت قد تناولت في مقال سابق زيارة الفريق “البرهان” رئيس مجلس السيادة وهو يزور كاتب كلمات اليوم نرفع راية استقلالنا الشاعر “عبدالواحد عبدالله يوسف” زاره بمناسبة الذكرى 67 للاستقلال في منزله ب اركوبت ومنحه وسام العلم والآداب خاصة وان هذه الزيارة قد تركت القا في النفوس                         

واخيرآ التحية والاحترام والتقدير للفنان “صديق احمد” وعبره لكل مبدعي بلادي ولهم منا الف سلام بقدر ما قدموه من روائع “الكلم واللحن والأداء”