الرئيسية » المقالات » كتبت[نعمات النعيم] نظف حولك تحفظ نفسك

كتبت[نعمات النعيم] نظف حولك تحفظ نفسك

النعيم1

نبدأ عاما جديدا نتفاءل به رغم الصراعات والنزاعات والمرارات نهب وسرقة وفساد ومخدرات قتل هنا وهناك …هكذا نحن بنى البشر نتصارع ونتقاتل من أجل البقاء .القوى يهزم الضعيف. وهو لا يدرى أن هناك من هو اقوى  يهزمه يضعفه يضربه فى مقتل .ذاك هو المرض اللعين القاتل الصامت يأخذ الصغير والكبير على حد سواء لا يستثني ولا يميز الغنى عن الفقير .
نعيش عالما ملئ بالمتناقضات ثراء فاحش وفقر مدقع .مستشفيات ومراكز صحية ذات أسماء براقة لكنها تصيبك بالمرض قبل أن تدخل بواباتها التي تفتقر لأبسط مقومات البيئة الصحية. كيف لنا أن ننعم بصحة جيدة ونحن نفتقر للبيئة الصحية النظيفة والآمنة .
تبدأ النظافة من البيت. من داخل المطبخ ( حيث تهيئة المكان لكثير من الأمراض) إن لم نحسن التعامل الجيد داخله. نتحدث فى كثير من مجالسنا عن انتشار جرثومة المعدة والتي أصبحت واحدة من أفراد الأسرة .جرثومة المعدة وغيرها مجموعة امراض او أعراض لأمراض نجهلها كلنا وذلك بسبب عدم التوعية الكافية لتجنب كثير من الأمراض.

تسمع كل يوم عن تفشي مرض هنا وهناك وتنظم الحملات وتسير القوافل الصحية للأصقاع البعيدة ونحن فى قلب الخرطوم مركز اتخاذ القرار …مقر الحكم .مركز إصدار القرارات في( دولة المؤسسات التي نحلم بها ) نعانى من جبال النفايات التي تتوسط الأحياء تقف شامخة معتزة بنفسها بكل إباء ،لا تنتظر من يزيلها عن قارعة الطريق وبين الأزقة والشوارع الفرعية.
تمتلئ المستشفيات بالمرضى ومرافقيهم الذين لا يسلمون من الخروج بمرض ما .حال المستشفيات يغنى عن السؤال ولكن حاجة المريض أقوى والمرض سلطان ظالم يجبرك للتعامل مع هكذا مؤسسات يفتقر بعضها للضمير الحى .
ننظم حملات النظافة الموسمية بغرض الدعاية والإعلان والإعلام حتى نكتب نحن فى كل وسائل الإعلام عن هكذا حملات وهمية ..نعم وهمية طالما ارتبطت بزيارة مسئول غير مسئول لمنطقة ما. النظافة ياقوم (من الإيمان) . تبدأ النظافة من البيت من نفسك ،أسرتك ،جيرانك في الحى والمناطق المجاورة .
تبعدك النظافة والمحافظة عليها أميال من مقابلة أي طبيب او زيارة أي مركز صحي أو مستشفى حكومي او خاص تعادل رسوم العلاج فيه رسوم الدراسة بجامعات بلادي حيث يتساوى طلب العلم والعلاج …ليت قومي يعلمون .
نسافر… نهاجر فى بلاد الله …ننبهر بمستوى النظافة ودقة التعامل مع المرافق العامة وممتلكات المواطن باعتباره المالك الحقيقي للبلد. اما الحكام والحكومات بكل طواقمها يمثلون خدام الشعب …نعم هم من يخدمون الشعب ويتقاضون رواتب مقابل ذلك .
لم تفرض حكومات هذه الدول قوانين صارمة لنظافة بلادهم ولكنها الوطنية وحب البلد …نعم هذا الحب الذى يجعل المواطن يشارك قيادة الدولة فى تخصيص يوم من الأسبوع مطلع الشهر لحملة نظافة عامة( رواندا التى اعشقها نموذجا).
دعونا ننزل من ابراجنا العالية ومن الغرف المغلقة (نتصارع من أجل كراسي زائلة ) لنشارك المواطن فى نظافة البيئة التى يعيش فيها يعانى من انتشار الأمراض والأوبئة ومسببات الأمراض.
دعونا نغير من سلوكنا ونتعامل مع البيئة من حولنا بكل احترام حتى نحترم ذاتنا ونحمي انفسنا من أمراض ارهقت كاهل المواطن وهو يهرول بين المستشفيات والصيدليات باحثا عن دواء تعادل أسعاره قيمة جرامات الذهب وكل المجوهرات التى عزفت عن اقتنائها حسناوات بلادي .
ليتنا نهتم بأمر النظافة على كل المستويات …ونطلق شعار حملة (نظف حولك تحفظ نفسك) علها تساهم فى جعل مدننا وقرانا  نظيفة آمنة خالية من امراض واوجاع .