ها نحن في منتصف الشهر السابع ماذا جنينا من هذه الحرب وأن جاز التعبير من المنتصر؟ جنينا دمار البنية التحتية، لجو أكثر من سبعة مليون مواطن إلى دول الجوار ونزوح ثلاثة مليون إلى الولايات الأكثر امانا، مقتل أكثر من عشرة الف مواطن، دمار الحقل الصحي؛ ودمار كلى للاقتصاد ودمار … ودمار… دمار ممنهج.
وبالرجوع إلى عجلة الزمن إلى الوراء ولا اريد ان أخوض في دهاليز المشكلة من تسبب في إشعال فتيل الحرب ومن يريد إطالة أمد الحرب ومن …ومن….
انكشف المستور وأزيله العتمة واتضح اننا شعب لا يمكن أن يستقل بذاته وأن المشكلة الحقيقة في التركيبة السودانية وأن النخب السياسة التي تبحر على سطح بحر السياسة السودانية لا يمكنها إدارة عضويتها ناهيك عن بلد عظيم مثل السودان، حتى منتسبي السلطة الرابعة يحللون ويغطون ويرصدون مجريات الحرب مثل رصد المباريات
ومن وجه نظري أن المفاوضات الجارية في جدة سوف تخرج بنتائج إيجابية؛ ولكن سوف تقابل بعراقيل من حيث كيفية إنزالها إلى ارض الواقع وهنالك مؤشرات تلوح في الأفق بقرب نهايتها وحتى إذا تمت الولادة بأمان كيف نسمو بالوطن وكيف نصنع قيادة رشيدة التي أصبحت قاب قوسين أو ادنى لتقود فارب النجاة؛ لكى تضع حجر الأساس لسودان جديد لان عوامل البناء أكثر تعقيدا من عوامل الهدم
تخيل عزيزي القارئ الحصيف صعوبة بناء وطن أساسه الحرية والسلام والعدالة، هنا يظهر اس المشكلة الكل منهمك بي إيقاف الحرب حتما سوف تتوقف في القريب العاجل ؛ ثم ماذا بعد هذا…!
كيف ننهض ونعود إلى المربع الأول بنفض الغبار عن ثورة ديسمبر ولى صحة الأطروحة لم تنعقد ورش ولم يتداولوا أو حتى يتسامروا في هذا الشأن؛ نحن امام مهمة صعبة تتعقد كل يوم؛ في هذه السطور انعيك يا وطن وانعى ذكرياتي في مدنية ام درمان ” المدنية الفاضلة” التي لفظت الجهوية والقبلية واسهمت في بناء الهوية السودانية ووضعت اللبنات الأولى في جميع مناحي الحياة السياسية والرياضية والفنية وهى الآن تعاني الأمرين ننعى استهلالية الإذاعة “هنا ام درمان” وانعى حي ابروف مرتع صباي وانعى التركيبة الديموغرافية التي تسكن فيه …وانعى… وانعى
وطنا الباسمك كتبنا ورطنا***احبك مكانك صميم الفؤاد
وبأسمك أغني وتغنى السواقي*** خيوط الطواقي سلام التلاقي
# كسرة:
وإذ لم يكن من الموت بد * فمن العجز أن تكون جبانا