الرئيسية » المقالات » قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي]لم يمر أسبوع المرور العربي هذا العام مرور الكرام!!

قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي]لم يمر أسبوع المرور العربي هذا العام مرور الكرام!!

م عثمان صديق

إنّ فكرة أسبوع المرور هي فكرة نابعة من أنّ الإنسان هو أهم عنصر في العملية المرورية، لذلك لابد من توعيته وتذكيره من خلال حدثٍ سنوي ، إنْ كان سائقاً ، أو راكباً ، أو راجلاً ، حفاظاً على الأرواح البشرية ، والحد من الحوادث المرورية التي تُسبِّب الموت والإعاقات والعاهات والخسائر في المركبات.
إعتادت رئاسة الشرطة أن تحتفي سنوياً بأسبوع المرور العربي ، هذه الفكرة التي تتزيّن بإسمها جامعة الدول العربية، لأكثر من أربعين عاماً ، في ظل غياب دعمها المادي واللوجستي لبعض الدول الفقيرة مثل حالتنا ، بل غياب مندوبها على الأقل ليتشرف بحضور هذه الاحتفالية السنوية ولكأنّ لسان الحال قال :
“الخيل تجقلب والشكر للعرب”!.
رغم غياب أصحاب الفكرة العرب ! ، ورغم حال السودان الماثل للعيان ، من ظروف إقتصادية أثّرت في كل مفاصل البلاد والعباد ، ظروف لم يسلم منها حتى الطريق ، حين يخرِّب بعض الشباب ذاك الطريق بأيديهم ، وفي قلب العاصمة بانتزاع أرصفة “الأنترلوك” إنتزاعاً ، وتخريب أعمدة الإنارة وإشارات المرور عنوةّ ، وجعل منها تروساً للإغلاق ، و التعدي على شرطي المرور الأعزل ، في مشاهد ومقاطع “فيديوهات” مُرّة مريرة ، فقط لأنه لوّح بيده البيضاء ليمرِّر المارّة في الشتاء القارس ، والظلام الدامس ، والخريف الممطر والصيف الحارق!.
يطِل أسبوع المرور العربي هذا العام رغم أنف هذه التحدِّيات والمرارات ، تحت شعار :
( مرور آمِن ومتطوِّر )
حين تتحدّى قيادة الشرطة الصعاب ، وتخرج عن البرامج السنوية الروتينية التي كانت تُقام أمام أقسام المرور ، في شكل برامج توعوية وتثقيفية، وتزيين مكاتبها وعرباتها ، ولبس أطفال منسوبيها الزي الأبيض وشارات الرتب العليا ، و مكبرات صوت تضج بأغاني الحماس والترويج للتسلية والترفيه.
لكن… وللأمانة والتاريخ… يخرج علينا هذا العام أسبوع المرور العربي كغير عادته ، وفي ثوب أبيض جديد ، ناصع البياض ، خارج عن المألوف ، حين خرج للأماكن العامة والأندية الرياضية والموانئ البرية ومواقف البصات السفرية موعِّياً ومبشِّراً ، عاكساً خطط رئاسة الشرطة في التوعية المرورية ، ليلتحم السائق والراكب والمواطن مع الشرطة ، في عربون صداقة جديد ، يعيد الثقة فيها ، تحت راية المرور البيضاء ، رغم ضعف الإعلام الشرطي والحكومي ، مقارنة مع إعلام الدول العربية حولنا لنقل هذه الفعالية.
إنّ أجمل حدث تميّز به هذا العام من فعاليات أسبوع المرور العربي ، هو تنظيم ” ديربي” الفروسية بنادي سباق الخيل ، حيث التحمت الإدارة العامة للمرور مع إدارة نادي الخيل وملّاك الخيول وكل مُحبِّي منشط الفروسية لترسم لوحة فنية في تلاحم وأريحيّة ، وجمهور غفير فاضت به الأرضية ، لتتجسّد علاقة الشرطة بالمجتمع فعلياً ، خاصةً مع قبيلة الرياضيين ، وتُختتم فعالية المهرجان بتوزيع الكأسات والجوائز على الفائزين بقضاء يوم رائع وجميل أهداه المرور من خلال أسبوعه المتفرِّد ، وحقّق فيه هدفه المنشود ، الوعي المروري والتقيفي ، وكم كنت أتمنّي أن يتم تكريم أسرة الراحل اللواء شرطة عادل حسين بلال أحد سكرتيري وفرسان وإعلاميي نادي الفروسية البارزين ، رحمه الله….. وكما قال الشاعر الشاب البشري: “إلّا اللّوم بجي بالغفلات”
كما أنّ الجديد في هذا الأسبوع هو مشاركة الشباب في تنافس شريف من خلال سباق الدّرّاجات وتوزيع الجوائز القيِّمة على الفائزين ، ليذيب ما كان عالقاً في النفوس .
وأهمّ مافيه أيضاً مشاركة قادة الشرطة السابقين ، ومهما كان في الحلق قصّة ، إلّا أنّهم هم كبراؤنا وقدماؤنا.. ” ومن فات قديمه تاه “، ومن عفي وأصلح فأجره على الله… وليتسامي الناس في مثل هذه المناسبات.. وتجاوُز الجراحات .
وأسبوع المرور في ختام فعالياته يجد من المواطن الرضا التام وعكس وجه مشرق جديد للشرطة والمرور . ونتمنّي أن يكون القادم مشروع لبرنامج عام كامل ، يُقام من خلاله مؤتمر المرور السنوي، لتُناقش فيه أوراق تُجسِّد الخطط التي تحمل مضمون الشعار وتنفيذه على أرض الواقع . وأن تنفتح الشرطة من خلاله على كل المجتمع عبر جسر الرياضة العريض ، مثل الذي حدث في الفروسية، وسباق الدّرّاجات في هذا الأسبوع ، بأن تقيم دورة رياضية كروية رباعية، تشارك فيها أندية القمة ونادي الشرطة القضارف “المضيف” ، لتشكِّل تظاهرة رياضية سنوية تتنافس على كأس ” المرور العربي ” ، وتتوسّع التجربة بإقامة دورة عربية رياضية لأندية الشرطة العربية. وأن يبدأ أسبوع العام القادم عملياً منذ الآن ، للشروع في نظافة وصيانة ومراجعة الطُّرُق ، وإصلاح إشارات المرور المُعطّلة وأعمدة الكهرباء التالفة ، بتعاون مهندسي إدارة مشروعات الشرطة مع وزارة البنى التحتية للخروج بعاصمة متحضِّرة تنعم بشارات الرضا ، واحترام القوانين التي تحفظ هيبة الدولة ووجه العاصمة المشرق، مع تهيئة البيئة الصالحة لخروج المواكب والتجمعات السلمية لتعبِّر بكل حرية وسلمية في ميادين وساحات الحرية الواسعة الشاسعة ، تحت حماية الشرطة وتنظيم المرور .
التحيّة الخاصة الخالصة لكل منسوبي الإدارة العامة للمرور ضباطاً ورتباً أخرى ، في عيدهم ، والتحية لكافة قوات الشرطة الباسلة في شتى بقاع سوداننا الحبيب .
وكل عام والمرور والشرطة في عِزّة ومِنعة

[attach 1]