الرئيسية » المقالات » قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي] كم كانت سعادتي لو أعلن الجيش السوداني انسحابه من اليمن السعيد!

قيد في الأحوال[لواء شرطة(م)عثمان صديق البدوي] كم كانت سعادتي لو أعلن الجيش السوداني انسحابه من اليمن السعيد!

شرطة(م)عثمان صديق البدوي

حزنتُ جداً  لخبر  تم نشره  اليوم ، مفادُه ( أنّ  الجيش السوداني يدحض مزاعم الانسحاب من اليمن) ، مما يعني أنّ الجيش السوداني ، في عامه  الثامن ، لا ينوي الانسحاب من اليمن !.
  في العام 2015 أعلن السودان  مشاركة قواته  في حرب اليمن ضمن ما يُسمّى بتحالف عاصفة الحزم ، وحسب بيان الجيش آنذاك  قال : ( إنّ مشاركته تأتي من منطلق المسئولية الإسلامية لحماية أرض الحرمين الشريفين والدين والعقيدة) .
والتحالف العربي بقيادة السعودية يقود حرباً في اليمن ، يشارك فيها السودان  خسائرها البشرية ثلث مليون شخص حتى العام 2021 !! .
 والجيش السوداني يخوض حرب اليمن، وحسب بيانه، بِحُجّة حماية  بيت الله ، فمقولة قالها عبد المطلب ، جد النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما أقدم أبرهة الحبشي لهدم الكعبة، ورغم شرك عبد المطلب ، لكنه على قناعة مع نفسه ، قال قولته المشهورة (إنّ للبيت ربٌّ يحميه).. فكان الدفاع الرّباني عن بيته المحرّم بالطير الأبابيل .
والجيش السوداني، يخوض  حرب اليمن التي خلّفت القتلى والجرحى  والأسري والأرامل واليتامى ،وخراب البنية التحتية، وحديث ابن عباس ، قال (لمّا نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قال، مرحباً بكِ من بيت ، ما أعظمِك، وأعظم حرمتِك، وللمؤمن أعظمُ عند الله حرمةٌ منك) أخرجه البيهقي.
 وفي قانون الجيش السوداني ، والهدف الرئيسي الذي أنشئ من أجله الجيش ، هو : ( الدفاع عن الوطن ووحدة ترابه والمشاركة في تعميره وحماية منجزات الشعب ومكاسبه والزود عن الدستور )
  آخر السطور  :
إن كان الجيش السوداني ، وحسب بيانه يقاتل مع قوات التحالف من أجل بيت الله، فللبيت رب يحميه ،،  وإن كان يقاتل من أجل الدين والعقيدة، الأوْلَى والأوجب  أن يحمي عقيدة  دستور بلده الذي فرض عليه قانون القوات المسلحة  أن يحميه  من المساس بهويته وعقيدته ، ومصدر  تشريعه “الشريعة الإسلامية” التي  تم حذفها منه ! ،وعدم تقدير 90٪ من شعب السودان المسلم الصامت الصامد ، تلك الديباجة  التي عجزت الحكومات العسكرية والحزبية أن تنزعها  خمسين عاما ، هي تُنزع في فترة انتقالية لا تملك أي تفويض من شعب ولا صفة شرعية ! .
وإن كان الجيش يقاتل من أجل ” ريالات سعودية” ، فستعود على كل من ذهب من أجلها ب”الساحق والماحق”، لأنّ بسببها تم سحق أرواح  آلاف الشعب اليمني ، تلك الأرواح التي حرّمها الله.
حرّمها الله.
حرّمها الله.
اللهم بلغت فاشهد