يبدو أن إرادة الله الغلابة التي ضربت بيد من حديد على أعداء السودان وفرقت شملهم وكسرت شوكتهم ..وجوار الخيانة تتوالى على جبهاته الداخلية النزاعات والخلافات فانشغل عنا بنفسه وكفانا الله شره..
وها هو والدعم الصريع بقواته وأمواله وذهبه وعملائه وطوابيره يصبح أثرا بعد عين ..
وها هي قحت تترنح في طريقها للسقوط وداخلها الهش تصيبه الهزات والضربات ويصبح مجرد أوضة جالوص متشققة تضربها الأمطار والأعاصير من كل اتجاه..
دعوني أقول أن رياح الخلاف قد هبت على قحت منذ زمن طويل ولم يعد ذلك خافياً ولم يعد ممكناً إخفاؤه ومكوناتها نفسها متفرقة ومنقسمة وحزب المؤتمر السوداني انكشفت أسباب صمت أحد قياداته المهمة ورئيسه السابق إبراهيم الشيخ ليس لأن الرجل مؤمن بمقولة السكوت من ذهب ولكن لأن خلافاً حقيقياً يدور بينه وبين خالد سلك الذي انفرد بالحزب وسرق لسانه وجاب ليه السخط والكراهية ونفر منه الكثير من قواعده التي انضمت إليه عقب الثورة وبرضو يلزم الصمت خجلاً وخوفاً من الشماتة وخالد سلك امتدت نيران خلافه إلى عمر الدقير البرضو ماقادر يصرح ويعترف بهذه الخلافات لكن العالمين ببواطن الأمور يعرفون تماماً أن الهوة أتسعت بينه وبين سلك ولا سبيل لردمها..
ويتوالى الانهيار في قحت و حزب البعث مارس تجميداً صامتاً لعضويته في قوى الحرية والتغيير وما اختفاء وانزواء كمال بولاد الا اكبر دليل على ذلك..
أما حزب الأمة وهو أكبر المكونات التي تساند قحت تحت راية مريم وصديق وزينب والواثق البرير فهو الآخر تجري من تحت جسره المياه وواضح جداً أن مريم قد أدركت متأخراً أن قحت نكبة السودان لكنها هي الأخرى خجلانة من إعلان ذلك بعد أن صمتت واتخذت الحياد في موقف لا يقبل الحياد
أما شقيقها صديق الحالم برئاسة حزب الأمة يتحرك الآن من رأسه من غير تنسيق مع مريم نفسها رغم أنها نائب رئيس الحزب المجمدة عضويتها لدرجة أنه أخفى عنها حتى سفره الى أديس حيث تجتمع بقايا قحت الآن لطبخ المؤامرة والواثق البرير المنفلت تجاوز مريم في سفرية الدوحة التي لم تدعى لها ولم يكن لديها علم بتفاصيلها ليتضح من كل ذلك أن الواثق والصديق قد سقوا مريم من كأس الخيانة وهي التي كانت سبباً في تذليل صعوبة دخولهم الى مصر بعلاقاتها لكنهم وبمجرد وصولهم المحروسة قلبوا لها ظهر المجن في أول اجتماع لقحت ولم يساندوها في خلافها مع طه اسحق الذي وصل حد تبادل الشتائم..
أما خلاف ياسر (عار مان) مع بعض مكونات قحت فقد كشفه عدم انضمامه لوفدها في الدوحة وهو ربما لم يلاحظه البعض في حينها لأن مثل عرمان لا يبحث عنه احد عندما يغيب..
والآن الموقف كالآتي وهو موقف يجب أن يعلمه الشعب السوداني وتعلمه الحكومة ويعلمه بعض المغشوشين والمخدوعين الذين يظنون أن قحت إلهاً يعبد وهم لا يعلمون أنها مجرد صنم عجوة لا يهش ولا ينش أقول ان الموقف الآن يوضح أن قحت أصابها الانقسام والتفكك وهو انقسام سببه الأول والأخير المصالح بدليل أن جزء منها أصبح يتبع القوني شقيق حميدتي والممسك بإمبراطورية مال أل دقلو ممول السفريات ودفع فواتير الفنادق والإقامة والجزء الثاني تموله الإمارات التي تدفع بالتقيد شققاً في الشيخ زايد وأخرى في دبي..
وأن قحت التي تدعي التماسك والتجانس وتستهبل على الشعب السوداني للتفاوض باسمه وتتظاهر أن لها قوة ووزن وهي في الحقيقة مضروبة بإعصار تسونامي من الداخل تنهشها الخلافات وتنخرها الصراعات والمصالح وهي ليست فقط بلا وزن ولكنها بلا برنامج ولا فكره والأهم أنها بلا وطنيه ولا ضمير..
اقفلوا انوفكم فقد طفحت بالوعة قحت..