
أتصلت على احدى الاخوات نهار أمس الأول وانفاسها تتقطع وسألتني بشفقة وقلق وانزعاج ياأم وضاح الحاصل شنو في البلد؟؟ ووسط الخرطوم ملئ بالدبابات والعربات المدرعه؟ في شنو ؟وده شنو ؟فقلت لها يا صفاء الدبابات والعربات المدرعة دي مكتوب في لوحاتها ق .ش.م ؟؟؟ قالت لي وبسرعة شديدة ايوه!! فقلت لها يبقى أمشي بيتكم ونومي قفا !
ودعوني أقول أن نصيحتي للعزيزة صفاء لم تكن مجرد تطمينات من غير دلائل ولا معطيات أو براهين من غير أرضية وأنا على يقين مما أقول وأول هذه المعطيات أن الاليات التي تتبع لقوات الشعب المسلحة لاتخرج من ثكناتها الا لسبب واحد وهو تأمين الشعب السوداني فهي أليات يقودها رجال لايعرفون الخيانه ولا الغدر لانهم من مؤسسة لم تخن عهدها مع الشعب السوداني منذ أن أنشات قبل ستين عاماً ونيف رغم المحاولات البائسة التي قام بها بعضهم لزرع الفتنة بينها والشعب ليخلو لهم الجو لتحقيق أجنداتهم لانهم يعلمون أنه طالما الجيش موجود وراسخ ومستقر فلن ينالوا امنياتهم ولن يحققوا مخططاتهم لذلك انتهجوا حرباً نفسية قذرة لزعزعة ثقة الشارع فيه ولما فشل المخطط بدأت الآن خطة جديدة لصالح (آخرون) في محاولة لمسح تاريخ الجيش السوداني وتزييف الحقائق وإدعاء أن (هؤلاء الآخرون) هم الذين صنعوا أستقرار السودان ودافعوا عنه وحافظوا على هويته وهم بهذا الهراء يمدون ألسنتهم لما يقارب القرن من الزمان لمجاهدات مؤسسة قدمت خيرة أبناءها شهداء من أجل أن يظل هذا البلد قوياً عظيماً كريماً .
ولما شعروا مرة أخري أن هذا الهراء (فشنك )ومافي زول بشتريه بتعريفه بدأت نغمة جديدة في مخاطبة منسوبي القوات المسلحة وتحريضهم على قادتهم ووصفهم بأنهم لا يشرفون هذه المؤسسة وهم (ياحليلهم المساكين) لا يعلمون أدب القوات المسلحة وأرثها العظيم في احترام القادة الذين هم من ذات مورد الوطنيه والقوميه والرجالة التي ينهلون منها جيلاً بعد جيل ولو أنهم ارادوا تغيير زيد أو عبيد فهم ما محتاجين تحريش أو تحريض!!
ما أود أن أقوله ودون الخوض في أسباب خروج هذه الدبابات الى شوارع الخرطوم وهي لاتخرج إلا للسبب الذي خرجت له في الوقت المناسب ولاتخرج الا أن كان الأمر يستحق وأن هناك خطر حقيقي يهدد الاستقرار وأن هناك من يريد أن (يلعب بذيله )بالضرورة لابد أن يعرف حجمه ووضعه ليضع نفسه في المكان الذي يجب أن يكون فيه
لذلك أقول للذين تفرغوا هذه الايام لتوجيه الاتهامات والتشكيك في الفريق اول البرهان والفريق أول كباشي والفريق أول ياسر العطا أنكم تنطحون برؤوس فلين حائطاً أسمنتياً صلداً وصلباً وأن هذه البلاد بهم أو بأي شخص أخر حبله السري مرتبط بهذه المؤسسة لن يسلم السلطة لمجموعات أو أشخاص غير مؤتمنين عليها بشهادة أفعالهم وأقوالهم والشعب السوداني كله الان ينظر الى مؤسسة الجيش لانجاز مهام الانتقال حتى تخرج البلاد الى بر الامان بعد أن أكدت قحت ومن شايعها أنهم لايعنيهم أن يضيع الشعب السوداني وهم يمارسون جرجرة ومفاوضات وتكتيكات عقيمة عمقت الأزمة وغورت الجراح والشعب السوداني وصل الى الحقيقة التي حاول البعض تغبيشها والالتفاف عليها بأن الجيش هو المؤسسة الوطنية الموثوق فيها التي ليس لها غرض ولا تحمل ذرة مرض وهي حقيقةً أكدها حديث الفريق أول ياسر العطا أمس مؤكداً أن قادة الجيش لايخضعون لمحاور خارجية وليسوا عرضة للابتزاز (ومافي زول ماسكهم من يدهم البتوجعهم )وما بين الأقواس من عندي وهم ليسوا عرضة للمساومة وبالتالي يملكون الارادة والقدرة على أتخاذ القرار الذي ينصب في مصلحة شعبهم والاهم من كل ذلك ان العطا أرسل رسالة واضحة في بريد حملة السلاح من غير القوات المسلحة أن يأتمرون بأمر السلطة حتى يتم دمجهم عبر الاجراءات الفنية المتعارف عليها.
الدايره أقول لشعبنا الصابر أن بلادنا بخير طالما جيشها بخير ونومو قفا لأنه وقت (الكوع يحمي) سيحميها ويحرسها العيونهم مكحلة بالشطة .
كلمة عزيزة:
الانسجام والتناسق الذي شهدته الأيام الماضية المؤسسات الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة الذي يقوده بهدوء وحكمة وحنكة الفريق أول إبراهيم مفضل في ظروف بالغة التعقيد أفضى لحالة الثبات والثقة في أن تظل المؤسسة العسكرية هي بوابة السودان العاليه التي تحرس الداخل ولن تأتيه الضربة من ناحيتها أبداً بأذن الله.
كلمة أعز :
البشوف في الشارع لوحات ق.ش.م فليعلم أنه أمن !!