رغم الحرب وتساقط الإدانات على رؤوس المدنيين وضرب محطة مياه المنارة حتى تهلك ام درمان شمال بالعطش والجوع من أجل محاربة دولة ٥٦ وإقامة دولة العطاوه والقضاء على الفلول رغم دخان المعارك وشح الموارد وتوقف التنمية إلا ان والي الخرطوم يشعل ضوء في ليل السودان الطويل
الوالي أحمد عثمان حمزه زار حارتنا يوم أمس الأول وهو يتجول بين مؤسسات دولة انهارت وبين أحياء سكنية نصف سكانها هجرتهم زخات الرصاص كانت محطة مدينة الصحافيين بالحارة ١٠٠ من أجل ثلاثة قضايا أولها مشكلة المياه التي تعاني منها المنطقة بسبب توقف ضخ الماء من البئر لعطب في طلمبات الضخ وكان قرار الوالي صيانة البئر في الحال ودفع تكاليف الطلمبه والموتور والثناء والشكر لرجل خير الأخ طه الذي ظل يسقي العطشى تبرعا لوجه الله من بئر خاصته ربطها بالشبكة القومية لخدمة أهل الحارة
وجاءت توجيهات الوالي حمزه بمثابة نسمة خريفية في صيف الحارة ١٠٠ الطويل
وكان التوجيه الآخر بالنظر حالا في مبنى المركز الصحي للصحافيين الذي اكتمل تشييده منذ ٢٠١٩ ليفتتح لخدمة أهالي المنطقة ولكن الثورة الظافرة أوقفت مشروع الأمل الصحي لسكان ٥ حارات مرة بزعم انه مشروع كيزاني وتارة بأن الأولوية ليست للتنمية وثالثة بتخصيص مباني المركز الصحي للجان المقاومة وتحويله لنادي بدلا عن مشفى لعلاج المرضى ووجه الوالي بإكمال المبنى مستشفى لخدمة كل المنطقة شمال ام درمان وتخفيف الضغط على مستشفى النو وأم درمان
وثالث قرارات الوالي بفصل المدرسة المختلطة إلى مدرسة بنين وبنات وتشيد أربعة فصول لكل مدرسة وقال الوالي أن العام الدراسي يمكن تدارك فوات أوانه إذا توقفت الحرب في نوفمبر القادم وعادت أجراس المدارس لتقرع مجددا وقال ليس بذلك على الله ببعيد
وحسم الوالي الجدل حول مكب النفايات بإعلانه عن إيقاف المشروع نهائيا والاستفادة من المباني في شأن آخر وقال لا يمكن إقامة مشروع من غير رضاء الناس
وقبل مغادرته حارتنا زار المعرض الوثائقي والتاريخي للأستاذ الباحث إسماعيل عبدالله وأبدى ارتياحه لجهد شخصي حفظ تاريخ البلاد من الضياع والتقى الوالي بشباب الحارة ١٠٠ الصحافيين وفريقهم الرياضي وتبرع بمبلغ مليون جنيه وغادر الحارة ولسان حال يثنون على الوالي وخاصة رواد المسجد وشيخه حسن عمر بإعادة تعمير بيت الله من مال الله
شكرا الوالي الذي شرفنا في حارة كادت أن تندثر وتموت حتى اسمها مدينه الصحافيين هناك من حال تغييره وتبديله بحسبان أن الصحافيين الان أصبحوا أقلية في دارهم ولكن ما دري هؤلاء أن الأقلية المبدعة تمثل أغلبية