
*كأنما السيد محمد عثمان الميرغني مرشد الختمية ورئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي، أراد عن قصد قبل مجيئه للخرطوم أن يضع (رسالة هامة) في البريد المفتوح، مفادها أن مشروع (الجمهورية الإسلامية) المطروح من قبل الحزب لم يأت (إعتباطاً) أو من قبيل (الترف) السياسي ولا هو (دعاية) لكسب ولاءات لأغراض موقوته، بل هو (مبدأ) ديني وأخلاقي غير قابل (للمتاجرة الصماء) في أسواق السياسة وتحالفاتها، وهو (إلتزام قطعي) بإرادة الأغلبية السودانية المسلمة…وكانت رسالة الميرغني (الشافية) قد احتوت علي (رفض) التدخلات الخارجية في الشأن السوداني، والاتفاقيات (الثنائية) التي تفرق ولاتجمع، والوثيقة الدستورية العلمانية وإيقاف التفلتات داخل الحزب الكبير..!!
وقعت رسالة مولانا الميرغني (برداً وسلاماً) علي كل الشعب السوداني وجماهير الحزب خاصة، كونها جاءت في منعطف وطني (حرج) يضربه الشتات والخصومات السياسية والفكرية، مايحتم وجود أدوار (لحكماء وكبار) الأمة في إبطال مفعول (ألغام الفتنة)، وكبح تنطع وأضرار مصادرها (العلمانية واليسارية)، ولعل حصافة مولانا الميرغني جعلته يعرف باكراً محاولات (هتك وتقطيع) الحزب من داخله، وظهور أصوات بدأت أطروحاتها في (طعم يساري)، فإن كنا نفهم معارضتهم للنظام السابق وللإسلاميين، فما معنى وقوفهم في صف الطيف اليساري العلماني..؟!! لماذا غابت عن خطابهم السياسي (منهجية) الحزب المعروفة والاعتدال والعقلانية وانخرطوا ناشطين في (زفة) الخراب والكراهية والعدوانية التي تخفي وراءها حرباً علي دين وقيم الأمة..؟!! فكل هذت يعزز فرضية (الإختراق) الذي ظل ينخر في المعمار الوطني والديني للحزب..!!
*رسالة مولانا الميرغني وعودته لوطنه، ستعيد بوصلة الحزب في إتجاهها الصحيح، وسيكون سنداً للحلول (الوطنية الخالصة) بعيداً عن شبح الإملاءات الخارجية ومحاولات سرقة الحزب لصالح أجندتها…ويكفي الحزب الإتحادي الديمقراطي بزعامة الميرغني، (بهاء ووطنية) ذلك الحشد الشعبي في ملامحة السودانية المألوفة، الذي كان وسيظل حاضراً في ساحة الحزب العريق…فماذا بقي ياتري (للرهط المخدوع) بعد هذه الحشود المهيبة التي احتفت بالزعيم الكبير..؟!!
سنكتب ونكتب…!!!