الرئيسية » المقالات » بالواضح[فتح الرحمن النحاس]: 30 يونيو في نسخة أخرى..!!

بالواضح[فتح الرحمن النحاس]: 30 يونيو في نسخة أخرى..!!

-النحاس

*وصف الراحل المقيم د. الترابي في حوار صحفي أجريته معه خلال فترة الديمقراطية الثالثة وصف (التعاقبية المملة) ما بين شمولية عسكرية وديمقراطية مضطربة، (بالتاريخ الدائري) المانع لاستقرار السودان، وألمح ضرورة تغييره إلى (تأريخ مستقيم)…وبعد إنقلاب يونيو 1989 الذي صعد الإسلاميين للسلطة، سألت د. الترابي عن ما إذا كان الانقلاب قد (كرً) من جديد (مسبحة) التأريخ الدائري..؟! فجاءتني الإجابة في (وقت لاحق) دعا فيه د. الترابي إلي (بسط) الشورى والحريات والتعددية السياسية، وربما كان دستور 1998، هو البداية للتحرر من التبعات السياسية للإنقلاب، أو ربما تجسد في فكرة (النظام الخالف)، أو ربما في أطروحة (مؤتمر الحوار الوطني) في أواخر سنوات الإنقاذ… لكن رغم (اجتهاداته) تلك، (تنبأ) د. الترابي بسقوط النظام وكانت نبوءته قبل سنوات من حدوث (التغيير) الأخير، حينما استعرت (الخصومة) بينه وبين النظام، وعندما دبت الخلافات والتصدعات داخل الحركة الإسلامية، وغياب الشورى التي كان يراها ويرجوها..!!
بالفعل مشي النظام السابق خطوات مهمة على درب (الإنفراج السياسي) وأطلق حرية التعبير بإنشاء أجهزة الإعلام (المستقلة الخاصة) وفتح الباب للتعددية الحزبية وأشرك الأحزاب في اجهزة الحكم التنفيذية والتشريعية، وعمل على (تقليص) منسوبيه في الوزارات والمؤسسات، لكن رغم ذلك كان العمل المضاد (يتحرك بقوة) أصابع أجنبية وداخلية، إلي جانب مااعتري النظام من تضعضع داخلي، لتكون النتيجة النهائية سقوط النظام…ثم مرة أخري ينصب التأريخ الدائري خيامه ويلد التغيير (ديمقراطية) غريبة الشكل والمضمون، فقد تسيدها اليسار، وطاح في السلطة (تمكيناً وتشفياً) وإقصائية (رعناء) وإعتقالات ومصادرات وأحقاد عبر ما يسمى (بلجنة التفكيك) التي تحولت لدولة داخل دولة، لا تراعي عدالة ولا قانوناً، وأسوأ من ذلك (الحرب الشعواء) ضد دين الأمة والجهد الشيطاني لجعل العلمانية (إلهاً يُعبد)، ثم هجمة الجوع والغلاء وفوضي الأسواق وتحول الحياة (لجحيم) لايطاق… وكانت (الصدمة القاسية) صمت القيادة العسكرية في السيادي تجاه كل ذلك، بل عونها لقحت وتمكينها وحمايتها لليسار في مفاصل الدولة رغم ماجاد به نحوها من (شيطنة واحتقار) ورغم مايترآي أمامها من مخاطر تهدد وجود البلد بكامله..!!
*لكل ذلك تصطف الآن غالبية الشعب ضد هذا (الخراب الزاحف) وتنادي بإسقاط هذه السلطة، وإبدالها بأخرى تتوفر لها (الكفاءات المستقلة) وتقود الوطن والشعب نحو (الانتخابات الحرة) التي تمكن الشعب من اختيار قيادته التي يرجوها… إذن 30 يونيو في نسختها الجديدة تمثل (إستفتاء مهيباً)، ضد سرقة الديمقراطيات والسلطة والوطن لصالح الأجندة الحزبية (الضيقة)، كما أنها مناسبة سعيدة، لمنع أي شمولية عسكرية جديدة، فلا خيار غير الديمقراطية، وهذا ما (اتفق) عليه الإسلاميون ويجب ان يفهمه الآخرون..!!
سنكتب ونكتب…!!!