– فى ظل غزو البث التلفزيونى المفتوح، وفيضان قنوات البث ومرجعياتها المختلفة، وسعيها المحموم لجذب المشاهدين، كان لابد من التوافق على الحد الأدنى من معايير أخلاقيات المحتوى التلفزيوني المبثوث، وفى ظل سعى العديد من الدول لتحقيق قدر من السيطرة والتحكم على المحتوى المضاد ثقافتها وقيمها ومعتقداتها، تم البدء فى تطوير بعض القيم الأخلاقية الملزمة للمحتوى المبثوث ..
– فى البدء تم رصد وتلخيص الأخطاء الأخلاقية الممكنة في تطوير تقنيات البث التلفزيوني فى سبعة نقاط هي : اولا، انتهاك الخصوصية والتجسس على المشاهدين ..
ثانيا، نشر المحتوى المسيء أو العنيف أو الذي يحتوي على تحريض على العنف أو الكراهية ..
ثالثا، تشويه صورة الأشخاص أو الجماعات دون وجود أدلة دامغة ..
رابعا، التلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار المزيفة ..
خامسا، إنتاج المحتوى الذي يؤدي إلى الإدمان والتشجيع على السلوكيات الخطرة ..
سادسا، تجاهل قضايا الأخلاق والمساهمة في زيادة التباينات الاجتماعية والثقافية ..
سابعا، الاستغلال الاقتصادي للمشاهدين والترويج للمنتجات والخدمات بطرق غير أخلاقية ..
– تشمل معايير الأخلاقيات المتعلقة بالبث التلفزيوني والإذاعى والإعلام المرئي والسمعي على الأقل العناصر التالية : اولا، الحقيقة والموضوعية: يتعين على المذيعين والصحفيين والمنتجين الالتزام بالحقيقة وتقديم المعلومات بموضوعية ودقة دون تزييف أو تحريف ..ثانيا، الاحترام والقدرة على التعبير: يجب احترام جميع الأطياف والثقافات والديانات وتوفير فرصة للجميع للتعبير عن رأيهم والتعبير عن أنفسهم ..
– ثالثا، الحيادية: يجب أن يكون المحتوى المبثوث محايدة وتعرض جميع الجوانب والرؤى الممكنة للموضوع المعروض .. رابعا، احترام الخصوصية: يجب عدم انتهاك خصوصية الأفراد وأخذ موافقتهم عند استخدام أي معلومات شخصية ..
– خامسا، احترام قوانين البلد: يجب الالتزام بقوانين البلد الذي يتم البث فيه، والحفاظ على السلم العام والأمن ..
سادسا، الحساسية للمحتوى العنيف أو المثير: يجب أخذ الحيطة والحذر عند عرض المحتوى العنيف أو المثير وتحذير المشاهدين قبل عرضه ..
– سابعا، التعليم والتوعية: يجب نشر الثقافة والتثقيف وزيادة الوعي العام للمشاهدين والمستمعين ..
ثامنا، الإنصاف: يجب تغطية جميع الأحداث والمواضيع بشكل منصف وغير تحيزي ..
– تاسعا، احترام الأخلاق والقيم: يجب تجنب الإساءة للأديان والقيم في البث وسيادة الخير والأمل في المحتوى المعروض ..
– تجتهد الان كل القنوات الفضائية والإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي المحترمة على تفعيل آليات مراقبة المحتوى المبثوث عبرها بحساسية مفرطة، حتى لا تقع تحت طائلة مخالفة القوانين المرعية ببلدان العالم التي استطاعت تحصين مجتمعاتها من فوضى استخدام هذه الوسائط، وتعرضت قنوات كبرى ومواقع تواصل اجتماعي عملاقة كالفيسبوك لعقوبات ملياريه لمخالفات تتعلق بشروط بث المحتوى كما تم حذف العديد من الصفحات ذات العضوية المليونية لبثها محتوى عنيف أو لا أخلاقي ..
بعد أخير :
نحتاج فى السودان لتشكيل آلية تعنى بوضع قوانين ضبط معايير أخلاقيات المحتوى المبثوث للمجتمع السودانى، وضبط الترخيص لهذه القنوات والوسائط ومتابعة ورصد ومحاسبة القنوات المخالفة باستخدام جميع التقنيات الرقابية المتوفرة حاليا، بما فى ذلك تقنية الذكاء الاصطناعى، فهل نحلم بتنزيل هذه المنظومة لارض الواقع حتى تفكر قنوات الفتنة الف مرة قبل استهداف سيادتنا الوطنية وأمننا القومى .. اللهم قد بلغت .. فاشهد ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين