قال الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، إن الوصول إلى الرعاية الصحية ما زال محدودا بسبب انعدام الأمن والنزوح ونقص الأدوية والإمدادات الطبية – مما يعرض ملايين السودانيين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة لأسباب يمكن الوقاية منها وعلاجها ..
وفي المؤتمر الصحفي الدوري لوكالات الأمم المتحدة في جنيف أمس 31 اكتوبر 2023م، قال عابد إن النظام الصحي في السودان قد وصل إلى نقطة الانهيار نتيجة للضغط الكبير على المرافق الصحية وانخفاض قدرتها على استيعاب الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن تفشي الأمراض وسوء التغذية ..
وقد ألقى النزاع المستمر في السودان منذ سبعة أشهر، تداعيات مدمرة على حياة الناس وصحتهم ورفاههم في جميع أنحاء البلاد، وتسبب في فرار 5.9 مليون شخص من منازلهم – لجأ أكثر من 1.2 منهم إلى البلدان المجاورة. يضاف إلى ذلك أكثر من 3 ملايين نازح قبل النزاع الحالي، مما يجعل السودان أكبر أزمة للنازحين داخليا في العالم ..
وقدم الدكتور عابد تحديثا عن الحالة الصحية في السودان التي تشهد انتشار فاشيات الأمراض وقيودا على الوصول إلى الرعاية الصحية والهجمات على مرافق الرعاية ..
وقال إن غالبية المرافق الصحية في بؤر النزاع الساخنة أصبحت لا تعمل. أما المرافق في المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالنزاع، فهي تعاني من اكتظاظ المرضى. وأضاف أن العاملين في مجال الرعاية الصحية لم يحصلوا على رواتبهم منذ ما يقرب من سبعة أشهر ..
وأعرب عن أسفه لاستمرار الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تحققت من 60 هجوما على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الصراع، مما أدى إلى مقتل 34 شخصا وإصابة 38 آخرين، مما أثر بشكل أكبر على توافر الرعاية ..
وأشار إلى أن النزوح الجماعي الذي أعقب الصراع تسبب في حالة سوء تغذية واسعة النطاق، حيث أصبحت حياة الأطفال على المحك. وتنتشر الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا في عدة ولايات. ومن الممكن أن يكون الجمع بين أي من هذه الأمراض وسوء التغذية قاتلا ..
الكوليرا تنتشر بسرعة .. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم الإعلان الآن عن تفشي الكوليرا في ثلاث ولايات في جميع أنحاء السودان، وهي القضارف والخرطوم وجنوب كردفان، كما تم الإبلاغ عن حالات اشتباه في ولايتي الجزيرة وكسلا ..
وحذر الدكتور عابد من أن الكوليرا آخذة في الانتشار بسرعة بسبب الظروف المواتية المتمثلة في المياه غير الآمنة وسوء أوضاع الصرف الصحي والنظافة والنزوح وضعف الخدمات الصحية ..
حتى الأسبوع الماضي، تم الإبلاغ عن نحو ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا ونحو 72 حالة وفاة مرتبطة بها. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 3.1 مليون شخص معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023 ..
وقال الدكتور نعمة سعيد عابد إن وزارة الصحة الاتحادية أطلقت استجابة متعددة القطاعات لتفشي الكوليرا بمشاركة جميع الشركاء في مجال الصحة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ..
منظمة الصحة العالمية تدعم جهود الاستجابة .. وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنها خزنت الأدوية والإمدادات الأساسية لعلاج مرضى الكوليرا، وتقدم الدعم الكامل لعدد من مراكز ووحدات علاج الكوليرا في ولايتي القضارف والجزيرة بالامدادات وتكاليف التشغيل والوقود والموظفين ..
كما تقوم المنظمة بتدريب فرق الاستجابة السريعة وتغطية تكاليف نشرها في المناطق المتضررة، وتعزيز المراقبة من خلال التدريب والدعم التشغيلي، وتدريب الأطباء والممرضات على إدارة حالات الكوليرا والوقاية من العدوى ومكافحتها ..
وأشارت المنظمة إلى أنها تقوم بتسهيل شحن العينات إلى معمل الصحة العامة في بورتسودان، والذي جرى تحديثه بالمعدات والإمدادات والتدريب ليكون بمثابة معمل مرجعي وطني بدلا عن المعمل الوطني للصحة العامة في الخرطوم، والذي تم احتلاله منذ بداية الصراع ..
ولا تقتصر العينات على الكوليرا فحسب، بل تشمل عينة الحصبة وحمى الضنك وشلل الأطفال والتي تم إرسالها برا إلى معامل وزارة الصحة في القاهرة. وتقوم منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع الشركاء لتعزيز خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية باعتبارها العمود الفقري للوقاية من الكوليرا والاستجابة لها ..
وتشارك منظمة الصحة العالمية في مراقبة نوعية المياه في مصادر الماء في المحليات، وتقوم اليونيسف بتوفير إمدادات معالجة المياه. كما تعمل المنظمة أيضا مع المجتمعات المحلية لزيادة الوعي بالمخاطر ووضع التدابير اللازمة لمنع المزيد من انتشار الكوليرا، مثل معالجة مياه الشرب .. انتهى
ويرى كاتب هذه السطور بأن منظمة الصحة العالمية لم تكن دقيقة فى العديد من النقاط المنشورة بهذا التقرير، بل اكاد اجزم بان معظمها لا تعد كونها ردة فعل متوقعة على البيان الذى نشره السيد مدير صحة البيئة لمكافحة نواقل الامراض بولاية القضارف، الأستاذ محمد ابكر داوود، الذى حذر فيه من مغبة إستفحال وانتشار الكوليرا ودعا الشركاء لتقديم أنشطة قوية لمكافحة المرض خصوصاً مع توقع زيادة في الحالات والإنتشار، مشيراً إلى أن الدعم الذي تم تقديمه حتى الآن من منظمتي الصحة العالمية واليونيسف يعتبر ضعيف ..
بعد أخير :
خلاصة القول، لن يستفيد المواطن السودانى المسكين من مثل هذا العك الباهت لمنظمة الصحة العالمية، فكيف يستقيم ان تخزن منظمة الصحة العالمية الأدوية والإمدادات الأساسية لعلاج مرضى الكوليرا بمعزل عن نظام الإمداد الدوائي لوزارة الصحة كما يفهم من هذا التقرير، أما بقية المناشط فهى من صميم مهام منظمة الصحة العالمية، فما الجديد ؟!، واخيرا، على قيادة النظام الصحى الإنتباه لضرورة احكام خطة التنسيق للشركاء بدقة و وضوح، ونشيد بالمؤشرات الايجابية التى بدأت تلوح فى الافق، لا سيما فى مجال مكافحة نواقل الامراض، سائلين الله دوام الامن والسلامة للسودان واهله، وان تكون هذه الرسالة دعما لجهود إحلال السلام من اجل الوطن والمواطن الغلبان ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين