– طالبنى صديقى الخلوق، الطيب عمباج، بقروب (أبناء النهود خريجو جامعة الخرطوم)، بان ابحث عن اسباب ظاهرة مزعجة، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة بالنهود موجة حساسية أشبه بحمو النيل .. متكررة الحدوث .. ولم يوجد لها علاج فعال .. و يقال إن سببها صابون غسيل يوغندي قادم من دولة جنوب السودان ..!

– طرحت هذه القضية للزملاء بقروب (خبراء جمعية تعزيز الصحة السودانية)، حيث تم ادارة حوار قيم حولها، و بالتقصى الميدانى بالاتصال بعدد من المعنيين بمدينة النهود وتوسيع الاستطلاع ليغطى عدد محدود من الافراد بمدن (كوستى، مدنى وعطبرة)، وجد بان هذه الظاهرة تكررت بعدد من المدن الأخرى ايضا ..

– و باستخدام مبدأ تحليل جزور اسباب المشكلة (RCA)، خلص النقاش بانه تنجم حساسية الصابون أو غيره من المواد الكيميائية عن حالة تعرف بالتهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis)، و التى عرفتها الجمعية الألمانية للحساسية‬ ‫والربو، (إن حساسية مساحيق الغسيل والمنظفات تندرج ضمن ما تعرف بـ”الحساسية‬ ‫التلامسية”، وهي تحدث نتيجة لحساسية الجلد تجاه المواد الموجودة في‬ ‫مساحيق الغسيل والمنظفات مثل الإنزيمات والمواد العطرية والأصباغ) ..

– ‫و تتمثل أعراض حساسية مساحيق الغسيل في الطفح الجلدي، واحمرار وجفاف الجلد، ‫والحكة والتورم، وحرقان وألم بالموضع المصاب، وفي الحالات الشديدة قد يصل‬ ‫الأمر إلى حد الإصابة بضيق التنفس ..‬

– وأشارت الجمعية إلى أن علاج حساسية مساحيق الغسيل يتم بتناول مضادات‬ ‫الهستامين والمراهم المحتوية على الكورتيزون، مع مراعاة استخدام مساحيق‬ ‫الغسيل والمنظفات المخصصة لمرضى الحساسية ..‬

– و يقول خبراء جمعية تعزيز الصحة السودانية، الصابون هو واحد من أهم المنتجات التي لا يخلو منها أي منزل، فهناك الكثير من الأنواع منها قطع الصابون العادية وصابون الوجه و صابون التجميل، أما السائل منه له ايضا أنواع كثيرة كصابون اليد والشاور جل والشامبو، ومع كل هذه الأنواع التي لا يتم الاستغناء عنها يعتقد البعض أنهم جميعهم عبارة عن مادة رغوة تقوم بتنظيف المكان فقط ..

– كما فرق الخبراء بين صابون التواليت وصابون الاستحمام، حيث يتم استخدام المصطلحين صابون التواليت وصابون الاستحمام بشكل عام بالتبادل ومع ذلك، فهما ليسا نفس الشيء ولديهما اختلافات كبيرة بينهما، على الرغم من استخدامهما في النظافة الشخصية، إلا أنهما يختلفان في تكوينهما، يحتوي صابون التواليت على كمية أعلى من إجمالي المواد الدهنية، كلما زادت نسبة الدهون كانت خصائص التنظيف أفضل للصابون، أما صابون الاستحمام فإن نسبة الدهون فيه أقل، هذا يجعله أدنى من صابون التواليت من حيث التنظيف، لكنه يساعد على الترطيب خاصة للجلد الجاف ..

– ويضيف الخبراء، من المرجح أيضاً أن يحتوي الصابون الصلب على روائح وإضافات أخرى يمكن أن يؤثر على البشرة الحساسة .. يميل إلى تجفيف الجلد بسهولةٍ أكثر من الصابون السائل، بسبب ارتفاع درجة الحموضة التي يمكن أن تسبب جفاف البشرة .. حيث يصنع الصابون الصلب من الزيوت والدهون التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض المشبعة التي تتصبن مع هيدروكسيد الصوديوم ..

– تبقى القضية الاهم، هل تأكد لهيئة المواصفات السودانية تقيد فيضان المنتجات المختلفة من انواع الصابون التى غزت الاسواق المحلية من دول الجوار بالحد الأدنى من الجودة المنصوص عليها بالمواصفة السودانية للصابون والمنظفات ؟! فجودة المنتج تعد أهم ضامن لتقليل الاثار الصحية السالبة خاصة لذوى البشرة الحساسة ..

بعد اخير :

خلاصة القول، يجب على الذين اختبروا اى حساسية تجاه استخدام الصابون، ان يقارنوا بين بعض الفروقات بين الصابون الجديد والذى اعتادوا سابقا على استخدامة بامان، فان كانت الحساسية تجاه الروائح، يجب عليهم استخدام صابون خالى من الروائح، اما ان كان من مكونات الصابون فيجب تغيير نوع الصابون المستخدم، كما يجب على اصحاب البشرة الحساسة تجنب الاستحمام بصابون الغسيل، واستشارة اقرب طبيب او مركز صحى بهذه الاعراض، واخيرا، على الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس التركيز على جودة المنتجات المستوردة التى بدأت تداعياتها السالبة فى الظهور بصورة بائنة على السطح الان، بدلا عن مزاحمة المحليات فى الاسواق بحملات ضبط انتهاء تاريخ الانتاج التى تجرى حاليا، فبماذا تفيدنا هذه الحملات ان كانت المنتجات ذات نفسها غير مطابقة للمواصفات ..؟!

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم