الرئيسية » المقالات » البعد – الاخر[مصعب بريــر] بلبصة المواصفات..!

البعد – الاخر[مصعب بريــر] بلبصة المواصفات..!

مصعب3

يبدو ان حظ (شفشافة) المواصفات العاثر قد أوقعهم في طريق نائب رئيس مجلس السيادة، السيد مالك عقار اير، فقد أوضح سيادته (متحسرا) في خطابه لولاة الولايات بالقضارف، كيف تم إعطائه إيصال مالي عبارة عن ورقة فاضية مختومة بختم المواصفات، كمستند مالي نظير الرسوم التي سددها لمتحصل المواصفات (المحظوظ)، وتساءل سيادته مستغربا، لماذا لم يكتب المتحصل بهذه الورقة حتى كلمة وصل من السيد …. وإن تجاهل وصف المبلغ أرقاما أو كتابة .. شفت الجودة في التحصيل دي كيف ..!!
يبدو ان ذات الطريقة يتم اعادتها في (شفشفة) مجهودات إدارات صحة البيئة والرقابة على الأغذية التي تمارسها المواصفات الان بالولايات، فقد تواصل معي احد الأصدقاء من العاملين بمكاتب صحة ولاية النيل الأبيض الخاوية على عروشها بفعل فاعل قائلا، هكذا يتم سرقة مجهود الصحة في المحليات من قبل هيئة المواصفات والمقاييس بولاية النيل الأبيض، فقد عمدت المواصفات على اعتماد المعمل التابع لها حصريا لفحص الأغذية بالولاية رغم ان هذا الأمر يدخل في خانة تقاطع المصالح باعتبار ان ذات المعامل معتمدة لفحص صلاحية السلع الواردة لذات الأسواق .. شفت الجودة دي كيف ..!!
يضيف صديقي، بعد عملية التفتيش الميداني الدوري التي نجريها بالأسواق تلاحظ لدينا وجود حشرات ببعض أنواع الدقيق، وكإجراء روتيني، قمنا بحجز الكمية داخل سوق ربك المركزي، الدقيق موضوع المخالفة وارد جمهورية مصر العربية الاسم التجاري دهب، بعدها قمنا بكتابة خطاب لمعمل المواصفات (المعتمد لفحص الأغذية) مع إرفاق عينه من الدقيق، و استلمنا النتيجة بعد خمسة أيام ..
وفي اليوم الثاني تفاجأنا بمنشور في إذاعة ولاية النيل الأبيض بأن الهيئة السودانية للمواصفات و المقاييس بعد عملية التفتيش الدوري ضبطت دقيق غير صالح للاستهلاك الآدمي وتم حجز الكمية الإجراءات، بدون ذكر مجهود إدارة صحة المحلية أو حفظ جهودها وحقها الأدبي المشروع وارفق صديقي مع عرضحاله كل المخاطبات ونتائج الفحص (وهى الان بطرفنا في الحفظ والصون) ..
لتوضيح حجم (بلبصة) المواصفات ننقل لكم جزءا من خبرها المنشور بالوسائط تحت عنوان (المواصفات والمقاييس بالنيل الأبيض تضبط اكثر من ثلاثة ألف جوال  دقيق تالف بمدينة ربك) .. و يوضح الخبر، تمكنت المواصفات والمقاييس بولاية النيل الأبيض من ضبط ثلاثة آلاف ومائة ثلاثة وعشرين جوال دقيق قمح زنة خمسة وعشرين كيلو تالف بمدينة ربك نتيجة لجهود الهيئة وشركائها من الجهات ذات الصلة في لجنة شؤون المستهلكين (وحشرت اللجنة بالخبر المضروب حشرا)..
 قامت الإدارة الفنية بالهيئة بإجراء عمليات التحاليل لعينه من المضبوطات التي أثبتت نتائجها عدم مطابقتها للمواصفات والمقاييس السودانية لدقيق القمح وتم اتخاذ كافة الإجراءات الفنية و القانونية في مواجهة أصحاب المضبوطات ..
وأكد المهندس مجدي صديق الحاج مدير فرع الهيئة بالنيل الأبيض في تصريح للإذاعة عن مواصلة جهود الهيئة وشركائها في لجنة شؤون المستهلكين (تاااانى) لمحاربة دخول البضائع التالفة والغير مطابقة ومنتهيه الصلاحية للأسواق بالولاية .. نكتفي
سيدى نائب رئيس مجلس السيادة، النسخة الجديدة من المواصفات أصبحت متطورة في (الشفشفة)، فقد وصلت مرحلة (شفشة) مجهودات الآخرين نهارا جهارا وهي آمنة من المساءلة في كوكب العجائب، ولك ان تعلم بان دقيق دهب المذكور في حيثيات الخبر سبق له ان دخل بشهادة صلاحية صادرة من ذات معامل المواصفات وإجازته لجان أغذية وزارة الصحة الاتحادية، والا كيف يتم تجريمه بمخالفة سلع منتهية الصلاحية فقط، بل كان يجب اتهامه بتهمة الشروع في القتل بتهريب وتسويق أغذية منتهية الصلاحية، وننتظر ان تتفضل علينا المواصفات ولجان أغذية وزارة الصحة الاتحادية بالإجابة (ان وجدت زمن لذلك) في ظل زحمتها المعلومة بالإشراف على جيوش ضبط فوضى السلع المضروبة وغير المطابقة للمواصفات التي غزت أسواق البلاد من بين اصابعها ومكاتبها المنتشرة بالمعابر لضبط جودة السلع الواردة البلاد (شفت كيف) ..
بعد أخير :
خلاصة القول، لن تجمل حملات الاعلام (المدفوعة بسخاء) واقع التشوهات القاتلة لتجاوزات الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، ونطالب مرة أخرى وزارة المالية بضبط ومراجعة رسوم ونظم جمع جبايات وميزانية (هذا الاخطبوط الجديد) قبل ان يقع الفأس في الراس، ونطالب بالتحقيق الشفاف في جرائم وكيفية دخول السلع الغير مطابقة للمواصفات (بدا من دقيق دهب) للأسواق، و تخصيص جميع ميزانيات التفتيش المرصودة لما يسمى (لجنة شؤون المستهلكين) لصالح مكاتب الصحة بالمحليات لتقوم بتوفير الحد الأدنى من الأدوات المكتبية و وسائل الحركة لتعزيز جهودها في ضبط فوضى السلع المضروبة التي غزت بفعل فاعل الأسواق ..
 وأخيرا، رسالتنا للأخوة ولاة الولايات ومدراء تنفيذيين المحليات بضرورة زيارة مكاتب الصحة بمحلياتكم والوحدات الإدارية التابعة لها، والاجتماع بهم، لتعلموا حجم الجرم الذى ارتكبتموه في حق الشعب السوداني بسماحكم للأجسام الطفيلية بالتدخل في مهامهم الضرورية لحماية صحة المواطنين كنتيجة لإضعافكم واهمالكم المتعمد لهم ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين