تابعت بشغف عزم خيار من اهل القضارف لتحقيق حلم استجلاب جهاز الرنين المغناطيسي MRI ، هذه الأداة التشخيصية الثمينة باعتبارها آخر ما توصل إليه العلم البشري فى مجال التشخيص الدقيق ، تكنولوجيا نادرة ومهمة ..
لقد عانى أهل القضارف وشرق السودان كثيرا من اجل اجراء فحص الرنين المغناطيسي لمرضاهم سابقا ، فكم من مريض تفاقمت أعراضه بل توفى العديد منهم وهم على ظهر الإسعافات بحثا عنه فى المدن والولايات الأخرى ، بل كم من أموال أهدرت حتى نال طالبى هذه الخدمة التشخيصية المهمة مرادهم مقرونا برهق و وعثاء السفر ..
نعم ، انه حلم تحقق بعزيمة الاخيار القابضين على جمر القضية فى زمن البيع الرخيص ، ادام الله لأهل السودان نعمة الصادقين دوما وأبدا ، لقد كان الأمس يوم مبارك على اهل القضارف و شرق السودان ، بل لكل اهل السودان الذين أتوا باحثين عن الأمان فى رحاب قضروف سعد المعطاءة ..
هكذا يتم تخليد ذكرى العطاء بسفر التاريخ الذى لا يحفظ سوى التفرد .. لم يغمض لود الامين وأركان سلّمه جفن حتى استكملوا كل متطلبات استجلاب وتشغيل جهاز الرنين المغناطيسي ، تفاصيل يراها الناس بسيطة ، ولكنها معقدة ، صعبة ومليئة بالمطبات الهوائية العديدة التى استطاعت حكومة ولاية القضارف اجتيازها بتفرد مدهش ..
لم تكتفى حكومة ولاية القضارف بتمويل شراء جهاز الرنين المغناطيسي فحسب بل قبلت تحدى استجلاب شقيقه جهاز الاشعة المقطعية CT scan ايضاً ومن ذات الشركة والذى وصل الان فى ذات اليوم وتم تنصيبه بذات المركز التشخيصى المتطور اسماً وفعلا ليصبح فخر اهل الشرق جميعا ..
شكرا حكومة السودان ، شكرا حكومة ولاية القضارف ، شكرا دولة قطر الشقيقة ، لقد اثبتم للتافهين من حثالة الأرض بان أيادي الرحمة تعمر رحمة بالمواطن رغم أنف قبح الالات تدميرهم البغيضة التى استهدفت تشريد وإفقار الوطن والمواطن ، شكرا لأنكم أوقدتم شمعة الأمل التى كاد ان يطفئها العملاء فى دواخلنا ..
بعد اخير :
خلاصة القول ، رغم المحن والإحن وتفنن التافهين فى ايذائنا ولكن يبقى دوما الامل معقود بنواصي الخيل الأصيلة من ابناء الوطن الاخيار ، لم يتعافى المرضى فحسب بل انه وطن بحاله يتعافى والحمدلله رب العالمين ، واخيراً ، لا يكفي ان نأتي باجهزة الدنيا كلها حلا لمعضلة القطاع الصحى المأزوم ، بل نحتاج لإعادة صياغة نظم العمل بعيدا عن العاطفة المخلة وهو أمر يسير للغاية .. تبت يدا المستحيل ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين