الرئيسية » المجتمع » العالم يدق ناقوس الخطر.. وتحذير أممي: استعدوا لموجات حرّ أكثر شدّة

العالم يدق ناقوس الخطر.. وتحذير أممي: استعدوا لموجات حرّ أكثر شدّة

درجات الحرارة2

صحيفة اللحظة:
“على العالم الاستعداد لموجات حر أكثر شدة”.. هذا التحذير الذي صدر اليوم عن الأمم المتحدة هو أحدث التحذيرات التي تتوالى منذ أيام بشأن خطر موجة الحر التي تضرب أنحاء مختلفة من العالم وترافقها حرائق وفيضانات تسببت في العديد من الوفيات وإجلاء آلاف السكان من منازلهم، بالإضافة إلى الضغط على شبكات المياه والكهرباء.
أعلنت الأمم المتّحدة الثلاثاء أنّه ينبغي على العالم أن “يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة”، في تحذير يتزامن مع موجة حرّ شديد يعاني منها سكّان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال جون نيرن، المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إنّ “شدّة هذه الظواهر ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة”. وأضاف أنّ “ظاهرة إل نينيو التي أُعلن عنها مؤخراً لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديدة هذه وشدّتها”.
لهيب النصف الشمالي:
وفي أميركا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية هذا الأسبوع بسبب اشتداد موجة الحرّ في النصف الشمالي من الكوكب.
وأشار نيرن إلى أنّ “إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع”.
وأضاف “لذلك أخشى أنّنا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا وأنّ هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه”.
دق ناقوس الخطر:
ودقّت السلطات الصحية في دول عدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية ناقوس الخطر وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيراً جديداً بمخاطر الاحترار العالمي.
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الثلاثاء، إن موجة الحرارة التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي ستتصاعد هذا الأسبوع، مما قد يترتب عليه ارتفاع درجات الحرارة ليلا، مضيفة أن ذلك من شأنه أن يؤدي لزيادة مخاطر النوبات القلبية والوفيات.
وبلغت درجات الحرارة مستويات قياسية جديدة الاثنين، إذ يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة قيظ وحرائق غابات استدعت إجلاء 1200 طفل من مخيمات صيفية قرب أثينا.
ودقّت سلطات صحية في دول عدة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية ناقوس الخطر وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيرا جديدا بمخاطر الاحترار العالمي.
اليونان.. إنقاذ 1200 طفل:
قرب أثينا اندلع حريق غابات أجّجته رياح قوية قرب بلدة لوتراكي الساحلية حيث قال رئيس البلدية إن الخطر تهدد مخيمات صيفية للأطفال.
وقال رئيس البلدية يورغوس غيونيس “أنقذنا 1200 طفل كانوا في مخيمات صيفية”.
كذلك تكافح أجهزة الطوارئ حرائق غابات في كوفاراس ومنتجعات لاغونيسي وأنافيسوس وسارونيدا قرب أثينا.
وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي اليوناني احتراق منازل عدة في المنطقة.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق تحديدًا في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين، حيث من المتوقّع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية.
وأعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن درجة 48,8 مئوية التي سجّلت في صقلية في العام 2021 هي الأعلى على الإطلاق التي تم التحقق منها في أوروبا.
صحة الإنسان بخطر:
وقال مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس إن “أحوال الطقس القصوى (…) تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصادية والزراعية والطاقوية والموارد المائية”.
وتابع “هذا الأمر يسلّط الضوء على الضرورة الملحّة بشكل متزايد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأسرع وقت وبأقصى قدر ممكن”.
بحسب الأرصاد الجوية الأوروبية كان شهر حزيران/يونيو الفائت الأكثر حرا في العالم، ويبدو أن تموز/يوليو سائر على خطاه.
في الصين، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان الاثنين أن الحرارة سجلت الأحد مستوى قياسيا لمنتصف شهر تموز/يوليو بلغت 52,2 درجة مئوية في قرية سانباو في منطقة شينجيانغ في الغرب.
في قبرص، حيث يُتوقّع أن تبقى درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية حتى الخميس، توفي رجل يبلغ تسعين عامًا نتيجة ضربة شمس ونُقل ثلاثة مسنّين آخرين إلى المستشفى، على ما أفاد مسؤولون.
اليابان.. تحذيرات من ضربة شمس:
في اليابان، أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 32 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وتلقّى 60 شخصًا على الأقلّ علاجًا من ضربة الشمس في اليابان، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، منهم 51 نُقلوا إلى مستشفيات في طوكيو.
وتوقعت الأرصاد الجوية اليابانية تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية والتي سُجّلت في مدينة كوماغايا في العام 2018.
ويعود ارتفاع درجات الحرارة القياسي إلى ظاهرة القبة الحرارية التي تحدث في طبقات الجو العليا (الستراتوسفير) حيث تكون درجات الحرارة متدنية، في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة في طبقات الجو الدنيا المعروفة بالتروبوسفير.
وأمس الاثنين، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن من المتوقع أن تشتد موجة الحر على منطقة البحر المتوسط بحلول منتصف الأسبوع الجاري، ومن المرجح أن تستمر هذه الموجة حتى أغسطس/ آب في بعض الأماكن.
وفي إطار رصدها لتطورات القبة الحرارية، تتناول الجزيرة نت في التقرير التالي موجة الحر في 4 دول عربية أصدرت سلطاتها تحذيرات بعد أن رصدت درجات قياسية:
تونس.. 5 درجات فوق المعتاد:
تشهد تونس موجة حر قياسية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث وصلت درجات الحرارة في العاصمة تونس المحاذية للبحر 49 درجة.
وقال خبير الأرصاد الجوية حمدي حشاد للجزيرة نت إن موجة الحر في تونس لا يمكن فهمها بمعزل عما يجري من حرارة في العالم.
وأوضح أن درجات الحرارة في المناطق المحاذية للبحر المتوسط ارتفعت 5 درجات فوق المعتاد عما كانت عليه الحرارة في المواسم الماضية.
ورغم أن حرارة الطقس في تونس لم تكسر الرقم القياسي السابق البالغ 51.7 درجة، فإن حشاد يتوقع أن تتصاعد موجة الحر في الفترة المقبلة.
ويرجع خبير الأرصاد الجوية ارتفاع الحرارة في تونس إلى وقوعها تحت ما يسمى القبة الحرارية، مشيرا في الوقت نفسه إلى وقوع مياه المحيط الأطلسي والبحر المتوسط تحت تأثير المد الحراري البحري.
وحول تداعيات موجة الحر في تونس، يشير حشاد إلى أنه لا توجد إحصاءات حول عدد الوفيات الناجمة عن ارتفاع الحرارة رغم توافد الكثير من كبار السن على المستشفيات.
من جهة أخرى، يوضح خبير الأرصاد الجوية أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي ستكون له تداعيات مكلفة على الموازنة بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء، وسيتسبب في تنامي الطلب على المياه، لا سيما أن تونس تعيش أزمة مائية تفاقمت بسبب الجفاف.
لبنان.. غابات تحولت إلى رماد:
يقع لبنان تحت تأثير موجة الحر الشديدة التي تجتاح العالم، ومنذ نحو 3 أيام، يسجل ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، يتجاوز المعدلات الطبيعية، حيث وصلت لنحو 35 درجة مع انخفاض في الرطوبة.
ولعل أبرز النتائج التي ترتبت على موجة الحر، هي تعزيز العوامل المؤدية إلى تمدد الحرائق في المناطق الحرجية الجبلية والخضراء، علما أن الأحراج والغابات تشكل نحو 23% من مساحة لبنان.
وعلى مدار أيام، شهدت مناطق حرجية في محافظة عكار شمال لبنان حرائق واسعة، وكان أبرزها في منطقة “وادي جهنم”.
 وفي مناطق أخرى، تسببت الحرائق بالتهام العشرات من هكتارات المساحات الخضراء. وقد دفع ذلك الجيش اللبناني إلى التدخل عبر طوافاته مع فرق الإطفاء، خصوصا أن بعض الحرائق وقعت في منحدرات ومناطق وعرة، وتسببت بتآكل كميات كبيرة من أوراق أشجار الشوح والأرز، وحولت أجزاء من إحدى الغابات إلى رماد.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح لبنان يشهد مع كل موجة ارتفاع بدرجات الحرارة تمددا هائلا بالحرائق، مما تسبب بخسائر فادحة في ثروته الطبيعية.
وبحسب بيان وزارة البيئة اللبنانية قبل يومين، “يتعرض لبنان كسائر البلدان في المنطقة إلى موجة طقس حارة وجافة، مما يفاقم أكثر خطر اندلاع الحرائق في الغابات والأراضي العشبية والزراعية”.
كذلك حذرت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة اللبنانية، قبل أيام، من موجة الحر الشديدة، ومما قاله رئيسها ميشال أفرام: “هناك تخوف من الوصول لحالة من الجفاف سينعكس سلبا على القطاع الزراعي وعلى المواشي”.
وفي حديث خاص مع الجزيرة نت، يقول مدير موقع طقس لبنان جو القارح، إن ما يشهده العالم عموما، وكذلك لبنان، هو نتيجة لحالة الاحتباس الحراري، ولأن الأرض لا تبرد نفسها كالسابق.
ويقول القارح إن ما نعيشه حاليا يسمى بحالة “التطرف بالمناخ”، علما بأن موجة الحر الحالية في لبنان مثلا، ليست استثنائية بحدتها مقارنة مع السنوات السابقة، حيث كانت تصل لأكثر من ذلك بنحو 4 درجات بالفترات عينها.
أما الظاهرة المستجدة في لبنان، بحسب القارح، فهي ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة على المرتفعات في الجبال بأكثر من معدلاتها الموسمية، وتصل بصورة استثنائية في بعض الجبال إلى نحو 35 درجة.
الأردن.. توصيات بالسوائل وتحذيرات من الشمس:
كذلك، شهد الأردن ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة منذ يوم الأربعاء الماضي، إذ وصلت درجة الحرارة في العاصمة عمان إلى 39 درجة مئوية، في حين سجلت أعلى درجة حرارة في المملكة في منطقة غور الصافي وبلغت أكثر من 46 درجة مئوية، وبدأت الموجة بالانحسار نسبياً منذ مساء الاثنين.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال المدير العام للأرصاد الجوية الأردنية رائد آل خطاب إن شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب هما الأشد حرارة في الأردن، حيث تشهد الملكة فيهما تأثراً بالموجات الحارة، وتعد هذه الموجة هي الأولى، ومن المتوقع بحسب المؤشرات وجود موجات أخرى خلال الفترة القادمة، حسب قوله.
وتزامنت هذه الموجة في الأردن مع امتحانات الثانوية العامة، فقد تم تزويد الطلبة في قاعات الامتحان بالمياه، في حين قال آل خطاب للجزيرة نت إن دائرة الأرصاد وجهت نصائح للمواطنين بالإكثار من شرب السوائل وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، وارتداء الملابس الخفيفة والقبعات، خاصة طلبة الثانوية.
كما دعت الأرصاد الجوية المواطنين لعدم إشعال النيران في الغابات والمناطق العامة لتفادي اشتعال الحرائق التي تتمدد بسرعة في مثل هذه الأجواء.
وقد شهدت غابات في مدينتي عجلون وجرش شمال المملكة حرائق واسعة امتدت لأكثر من ألف دونم خلال هذه الموجة، حيث تم الاستعانة بالطائرات وحوالي 178 طنا من المياه للسيطرة عليها.
الجزائر.. ضغط جوي وهجرة مناخية داخلية:
وفي الجزائر، توالت التحذيرات من عدد من الوزارات والهيئات الرسمية التي رفعت درجة التأهب للقصوى، في ظل ارتفاع الحرارة لدرجات قياسية لم تشهدها البلاد سابقا.
وتقول الخبيرة في مجال البيئة والتغيرات المناخية بسمة بلبجاوي في تصريح لـ”الجزيرة نت” إن الجزائر “سجلت درجات تتعدى 60 درجة في مناطق الجنوب، حسبما أعلنه مركز الأرصاد الجوي بالبلاد”.
وكان موقع Eldoradoweather قد نشر أسماء 5 ولايات جزائرية ضمن قائمة المناطق الأكثر ارتفاعا لدرجة الحرارة بالعالم.
وترجع بلبجاوي بلوغ درجة الحرارة في المناطق الشمالية خلال الأسبوع الماضي مستوى يتجاوز 51 درجة مئوية إلى “الضغط الجوي المنخفض مما أدى لتشكل قبة حرارية”.
وتوقعت أن تتواصل درجات الحرارة في الارتفاع في الفترة المقبلة، معتبرة أن حالة الطقس المسجلة بالبلاد خلال سنة 2023 هي الأعلى في تاريخ الجزائر.
تقول بلبجاوي “حسب الدراسات بالجزائر نحن نشهد زيادة في معدلات الحرارة بنسبة 2 درجة مئوية، في الوقت الذي يتحدّث فيه العالم عن زيادة 1.5″، وتواصل “نحن نعيش هجرة مناخية داخلية “.