صحيفة اللحظة:
انتقدت منظمة الصحة العالمية، توجه الدول الغنية وتخطيطها لتقديم جرعة ثالثة معززة، من لقاحات فيروس كورونا لمواطنيها، في الوقت الذي تعاني الدول الفقيرة، في توفير حتى جرعة واحدة لمواطنيها.
ويأتي ذلك بعد إعلان السلطات الأمريكية أن مواطنيها الذين حصلوا على جرعتين من لقاحات الفيروس، سيكون بإمكانهم قريبا تلقي جرعات معززة، لتنشيط عمل اللقاح.
ويصر خبراء المنظمة، على أنه لا يوجد دليل علمي، على أن الجرعات التعزيزية تقدم أي مناعة إضافية لمن يتلقاها.
وتشير المنظمة أيضا إلى أن تنفيذ هذه الفكرة، في الوقت الذي ينتظر فيه ملايين البشر تلقي الجرعة الأولى من اللقاح يعتبر خطوة غير أخلاقية.
وفي مؤتمر صحفي في مقر المنظمة في جنيف قال مدير الطواريء مايك رايان للصحفيين "نحن نقدم سترات نجاة إضافية للبعض، رغم أنهم يمتلكون سترات نجاة بالفعل، ونترك آخرين دون سترات نجاة على الإطلاق ليواجهوا الغرق".
وطالبت المنظمة الشهر الماضي بوقف فوري لفكرة الجرعات التعزيزية، للمساعدة في تضييق الفجوة الشاسعة بين مختلف دول العالم في توزيع لقاحات فيروس كورونا.
وعلى الرغم من ذلك رفضت عدة دول مطالب المنظمة، وأعلنت بالفعل عن خططها لتقديم جرعة ثالثة لمواطنيها، في الوقت الذي تتفشى فيه سلالة دلتا الأحدث من الفيروس.
وقالت السلطات الأمريكية إن فعالية اللقاحات تتراجع بمرور الوقت، وهو ما دفعها للإعلان عن الجرعة الثالثة، لجميع المواطنين، بداية من الشهر المقبل، وذلك بفاصل يصل إلى 8 أشهر بعد تلقي الشخص الجرعة الثانية.
وأشار المسؤولون إلى أن اللقاح يبقى فعالا في منع أو تقليل فرص الحاجة لنقل المصاب إلى المستشفى واستخدام التنفس الاصطناعي، لكن فعاليته تتراجع بمرور الوقت، ما لم يتم تلقي الجرعة الثالثة لتعزيز عمل اللقاح.
وأعلنت إسرائيل أيضا عن جرعة ثالثة، من اللقاح للمواطنين الذين تتعدى أعمارهم 50 عاما.
من جانبه قال تيدروس أدحانوم غيبريسوس، الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية "الأهم هو تقديم الجرعة الأولى، لأكبر عدد ممكن من البشر أولا قبل التفكير في الجرعات التعزيزية".
أضاف خلال مؤتمر صحفي الأربعاء "الفجوة بين الدول ستزداد، لو اعتبر المصنعون والقادة أن الجرعات التعزيزية، أكثر أهمية من تقديم الجرعة الأولى للدول الفقيرة".
أوضح أن "الفيروس يتحور، وليس من صالحنا جميعا أن نركز على المصلحة الوطنية الضيقة، بينما نعيش وسط عالم صغير، ونترك الفيروس يتحور بسرعة".
ويأتي ذلك وسط أنباء حول أن جرعات لقاح جونسون وجونسون الذي تتم تعبئتها في جنوب أفريقيا، يتم شحنها إلى أوروبا التي تلقي أغلب البالغين فيها جرعات من لقاح فيروس كورونا.