الرئيسية » السياسة » خروج البرهان من مقر القيادة في الخرطوم.. ما تأثير ذلك على مسار الحرب؟

خروج البرهان من مقر القيادة في الخرطوم.. ما تأثير ذلك على مسار الحرب؟

عبدالفتاح البرهان6

صحيفة اللحظة:
كشف مصدر دبلوماسي مصري أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سيزور مدينة العلمين الجديدة في مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي
وأوضح المصدر أن البرهان سيتوجه عقب لقاء السيسي إلى السعودية ثم الإمارات.
آخر ظهور للبرهان كان الخميس الماضي في أم درمان حيث تجول بين جنوده ومواطنيه، قبل أن يغادر إلى شمالي السودان وسط توقعات بوصوله إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر.
لا يُعرف على وجه التحديد كيف وصل البرهان إلى أم درمان وسط انتشار قوات الدعم السريع في الخرطوم التي شهدت في الساعات الأخيرة كثافة غير مسبوقة لاستهداف مراكز تلك القوات.
لكن تسريبات تحدثت عن نية قائد الجيش تشكيل حكومة تصريف أعمال بقيادة نائبه في مجلس السيادة مالك عقار، بينما توقعت مصادر أخرى أن يقوم بجولة خارجية.
وأثار خروج البرهان من مقر القيادة العامة للجيش أسئلة عدة في أوساط السودانيين، حيث رأى البعض في الأمر دليلًا على إمساكه بزمام الأمور وتفنيدًا لمعلومات الدعم السريع حول محاصرته.
ورأى البعض الآخر في ذلك بداية لترتيب أوراق قيادة الجيش والحصول على دعم خارجي على طريق حسم المعركة.
لكن تيارًا آخر اعتبر أن هذه الخطوات تعزز فرص السلام بعد تحرّر البرهان من إدارة المعركة العسكرية، والتفرغ للحلول الدبلوماسية بعد ترقب للقاءات مع بعض الوسطاء.
في هذا السياق، يرى الخبير في الحوكمة وأستاذ العلوم السياسية الوليد آدم مادبو أن “هناك تسوية سياسية تم الاتفاق عليها تحت الطاولة، وسمحت للبرهان بالتجول وتفقد القوات العسكرية”.
ويشير مادبو، في حديث إلى “العربي” من الدوحة، إلى أن “هذا الأمر يدل على انفتاح سياسي، وسط وجود ضوء أخضر من قوات الدعم السريع للبرهان للتجول”.
ويقول: “ما يحصل يفسح المجال أمام تسويات قد تؤدي إلى خروج القوات العسكرية بفرعيها من الحكم”.
ويضيف: “ما يُحكى عن تشكيل حكومة جديدة يكون رئيسها من التكنوقراط، قد يطفئ حريق الفتنة بالمرحلة الحالية”.
من جهته، يعتبر القيادي في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي محمد عبد الحكم أن “حديث البرهان عن رغبة في تشكيلة حكومة أمر واقع هو كمن يطلق النار على قدميه”.
ويشدد عبد الحكم، في حديث إلى “العربي” من كامبالا، على أن “الأولوية في السودان اليوم هي لإيقاف الرحب وليس تشكيل حكومة، فجميع المؤسسات الرسمية معطلة اليوم”.
ويقول: “تحركات البرهان الحالية وخروجه من دائرة المعارك، هو بادرة أمل في المسار التفاوضي للأزمة”.
ويضيف: “ما يهم اليوم هو السير نحو الحل، وكان مجلس السيادة قد طرح خارطة طريق تقوم على الحوار، ويجب البدء منها لإنهاء الحرب”.
بدوره، يرى مدير مكتب الجامعة العربية السابق في السودان صلاح حليمة أن “تحركات البرهان دليل على التقدم الميداني للجيش”.
ويعتبر حليمة، في حديث إلى “العربي” من القاهرة، أن “وصول البرهان إلى الولايات الأخرى دليل على الدعم الشعبي له”.
ويوضح أن “التوجه لتشكيل حكومة جديدة هو أمر يتفق مع كون الجيش قوة شرعية في البلاد، ويظهر رغبة البرهان في عدم وجود فراغ سياسي بالبلاد”.
ويقول: “ما يحصل مرتبط بمبادرة دول الجوار وخارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في تشاد”.