أطلقت الصين الخميس صاروخاً على متنه ثلاثة روّاد فضاء في أول مهمة مأهولة إلى المحطّة الفضائية التي تبنيها بكين، في خطوة ترتدي أهمية كبيرة في برنامجها الطموح لترسيخ مكانتها كقوة فضائية عالمية.
ووسط غمامة ضخمة من الدخان أقلع الصاروخ (لونغ مارتش -2 إف) من قاعدة إطلاق الصواريخ في صحراء غوبي (شمال غرب الصين) محمّلاً بالمركبة الفضائية (شنتشو-12) وعلى متنها ثلاثة روّاد سيقضون ثلاثة أشهر في محطة تيانغونغ الجاري بناؤها، في ما سيشكّل أطول مهمة فضائية مأهولة للصين حتى الآن.
تأتي هذه المهمة في ظلّ أجواء متوتّرة بين الصين والغرب، ويرتدي نجاحها أهمية بالغة لبكين التي تستعدّ للاحتفال في الأول من يوليو بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
وكانت الصين قرّرت إقامة قاعدة فضائية مأهولة خاصة بها بعد رفض الولايات المتّحدة السماح لها بالمشاركة في المحطة الفضائية الدولية. والمحطة الفضائية الدولية التي تجمع كلاً من الولايات المتحدة وروسيا وكندا وأوروبا واليابان ستخرج من الخدمة في العام 2024 حتى وإن كانت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لم تستبعد تمديد عمرها لما بعد 2028.
ومن المقرّر أن تبقى محطة (تيانغونغ) الفضائية الصينية في الخدمة لمدة عشر سنوات على الأقلّ. ومن المفترض أن تلتحم (شنتشو-12) بالوحدة الرئيسية من محطة تيانغونغ المسماة تيانخه والتي وضعت في المدار في 29 أبريل الفائت. وكانت مركبة شحن نقلت الشهر الماضي وقوداً وطعاماً ومعدات تحضيراً لهذه المهمة المأهولة.