الرئيسية » الاقتصاد » ماذا قالوا عن قرار حظر استيراد أدوات التجميل؟

ماذا قالوا عن قرار حظر استيراد أدوات التجميل؟

مستحضرت تجميل

ويظل المكياج وأدوات التجميل تجارة لا تبور ما بقي على ظهر الأرض حواء و ادم، وربما كانت تجارة أدوات التجميل تأتي في المرتبة الثالثة او الرابعة في العالم بعد السلاح والطاقة والأدوية والبيانات التي تعمل عليها شركات التطبيقات الالكترونية.
قرار حظر الاستيراد:
جاء قرار الحظر ضمن قرار اتخذه وزير التجارة والتموين علي جدو آدم في يونيو 2021 إيقاف استيراد السلع غير الضرورية منها الكريمات وأدوات التجميل وأنواع من الفواكه والسيراميك والبورسلين الا أنه قيد ذلك “لفترة مرحلية لحين استقرار العملات الحرة وحتى لا يكون مخالفا لشروط التجارة الدولية.” ومستحضرات التجميل أو الزينة (ماكياج) ومستحضرات للعناية بالبشرة (غير الأدوية) بما فيها محضرات الوقاية من الشمس ومحضرات اكتساب السمرة (اللون البرونزى) محضرات العناية بأظافر اليدين وأظافر القدمين.
علما بإن السودان يستورد جميع مواد التّجميل من كريماتٍ الى طلاءٍ للأظافر كما يستورد مواد التّنظيف من معقماتٍ ومطهراتٍ وصابونٍ سائلٍ وصابونٍ قاسٍ.
ولكن هنالك مجموعة من الأسئلة تحتاج إلى إجابة، القرار الصادر هل قصد منه تقليل إهدار الموارد من العملات الصعبة؟ أم تضييق أوجه الصرف وإحسان استخدام الموارد؟ وربما تشجيع العودة إلى المنتج المحلي؟
صاحب معامل:
قال لدكتور عارف عوض الجيد يوسف، صاحب معامل عارف فارما للإنتاج وصاحب "مبادرة ابقى منتج" إن قرار وقف استيراد الكريمات وأدوات التجميل ممتاز ويأتي في صالح الخدمات الصيدلانية المحلية والمنتج المحلي"
لكنه أكد ان مثل هذا القرار يحتاج لمطلوبات حتى يكون فعالا أولها تفعيل الرقابة حتى يغلق الباب دون التهريب الفالت "وحتى لا يتوقف عمل التجار و يتضرروا من التهريب" وأضاف بأن المجلس القومي للأدوية والسموم يحتاج الى تشجيع الانتاج المحلي بتصديق المعامل الصيدلانية وبالتالي يتبعها برقابة هذه المعامل حتى تكون في جودة المنتجات المستوردة.
وأضاف أن من إيجابيات القرار أنه سينعكس أثره على الاقتصاد بتوفير العملات الصعبة التي كان يتم بها استيراد هذه المستحضرات وان فتح معامل صيدلانية جديدة سيسهم بصورة كبيرة في توفير فرص عمل كثيرة وزيادة حجم التشغيل وتتفتح فرص عمل تابعة للانتاج ويزيد من قاعدة العمل الذي يتأتى من السعي لتوفير المواد الداخلة في الانتاج او مدخلات الانتاج.
وأشار د.عارف الى ان الانتاج يسهم في تقدم البلد في كل المجالات وخاصة الجودة وزيادة فرص العمل و قد يمكن من تصدير ما ينتجه السودانيون "لانو نحن عندنا مواد خام فعالة جدا حتى دول العالم لا تعرف عنها ويمتاز بها السودان"
طبيب صيدلي:
تقول بها دكتورة دعاء خضر طبيب صيدلي ومدرب ممارس لتصنيع مستحضرات التجميل والتراكيب التى ترى ان قرار وقف استيراد الكريمات وأدوات التجميل إيجابي ويشجع الصناعة المحلية ويوفر عملات صعبة كانت تذهب لاستيراد هذه المستحضرات ويوفر فرص عمل مؤكدة و فوق ذلك "فأن السودان يتمتع بخامات ممتازة لهذه الصناعة وعلى الدولة توفير فرص استثمارية في هذا المجال" وقالت أنها مع وقف استيراد المستحضرات والكريمات الضارة. وما ينبئك مثل خبير.
ولكن الثابت فوق هذا وذاك ان هذه بضاعة رائجة وسوق نهمة، كلما تستقبل السوق دفعة قالت هل من مزيد و ياتي المزيد عبر التهريب في أحايين كثيرة .ويُعد التهريب عبر الحدود من أكثرها انتشاراً في السودان لما يتمتع به البلد من مساحة شاسعة ومجاورته لعدة دول ذات قبائل حدودية مشتركة ولا توجد أي فواصل حدودية بينهما سواء كانت طبيعية أو صناعية خاصة عبر بوابة البحر الأحمر، و يقل التهريب عبر المنافذ الرسمية وفقا لسجلات الشرطة و الجمارك وهذا النوع من التهريب يعتبر من أخطر الأنواع أضراراً بأمن البلاد والمواطن إذ أن قلة الرقابة الحدودية الكاملة وقرب القرى الحدودية ذات القبائل المشتركة ووعورة الأماكن الحدودية كلها تعتبر من محفزات التهريب ، لاسيما ان هناك صعوبات عملية تجابه التهريب عبر الموانئ والمطارات والمحطات الجمركية و وفقا لسلطات الجمارك فإن آخر شحنة تم القبض عليها كانت تحمل كريمات -على فسادها- تقدر بمليارات الجنيهات
أخصائي الجلدية:
وزارة الصحة أشارت إلى استخدام وسائل مختلفة من التهريب تتجاوز التصريحات والاختبارات اللازمة بدخول كثير من هذه المراهم الخطرة ومستحضرات التجميل للبلاد، والتي يتم بيعها في الطرق أو محال أدوات الزينة والتجميل النسائية أمر يخالف القانون.
وجاء رأى بعض أطباء أخصائي الجلدية بأن بعض المراهم يتم استيرادها عبر التهريب من دول غرب أفريقيا "التي لا تتوفر في بعضها أي نوع من المواصفات الصيدلانية، وكذلك بعض الحبوب والحقن الخاصة بـ "تبييض بشرة الوجه.
وقسموا المراهم إلى ثلاثة أنواع، أولها يؤدي إلى تآكل الطبقة السطحية للجلد وزيادة شعيرات الدم السطحية، في حين يعمل النوع الثاني على مهاجمة الكلى مما يتسبب في التهابها وفشلها آخر الأمر، بينما يشتمل النوع الثالث على نسب عالية من السميات ويتسبب في كثير من المشكلات الصحية حال تعرض جلد مستخدمها لأشعة الشمس المباشرة ، فقد تسببت هذه الكريمات في تمزق أربطة الجلد وسواد في مناطق أصابع اليدين، فلابد من متابعة الأجهزة الرقابية لمكافحة تهريب من التوعية والحذر وتشديد الرقابة.
وتأتي النتائج الناجعة بتنفيذ وتشديد الرقابة على كافة المنافذ الجمركية وإحباط كافة محاولات التهرب الجمركي ببذل كل الجهود ومواكبة العصر من خلال توفير أعلى معايير التدريب والتجهيزات الفنية والتقنية التي تساهم في ضبط كل محاولات التهريب.
تهريب مستحضرات التجميل:
اذ تقول سجلات الشرطة والجمارك انه ونسبة للانفتاح وطبيعة الحدود مع دول الجوار استغل الكثيرون هذه الفجوة لتهريب مستحضرات التجميل والكريمات وكثير من المواد المحظورة الأخرى والضارة بالصحة منها المحظور مهربة من إحدى دول الجوار .
إن جردا عشوائيا مبسطا من سجلات الشرطة والجمارك وحماية المستهلك ينبئ بأن الحظر المعلن لوحده لا يكفي وأنه طالما بقيت المرآة تطلب الكريمات فسيظل التهريب مستمر حيث يستغل المستخفين الأمر لإغراق السوق بكل فاسد.
ان تعدد حالات القبض والكشف دليل على تفشي الظاهرة وانتشارها، مثلا في مدينة الجنينة بالقرب من معسكر(سيسي) إثر توفر معلومات لشعبة مكافحة تهريب بالولاية وبعد الرصد والمتابعة تم توقيف شاحنة بواسطة فريق من شعبة المعلومة والعمليات تحمل كميات ضخمة من طرود الكريمات المحظورة والغير مسجلة بقوائم وزارة الصحة ومستحضرات التجميل.
فيما تمكنت مكافحة التهريب بولاية وسط دارفور (زالنجي) التابعة لهيئة الجمارك من ضبط كميات أخرى من الكريمات المحظورة في شاحنة كبيرة بمنطقة خلوية غربي الولاية محملة على متنها كميات من الكريمات والعطور في طريقها للبلاد.
وقريبا من ذلك ضبطت إدارة مكافحة التهريب بالجمارك عربة على متنها (412) كرتونة كريمات مختلفة غير مطابقة للمواصفات والمصنفات بقوائم وزارة الصحة السودانية تضر بصحة المواطن.
وتقول الجمارك ان إدارة مكافحة التهريب ولاية نهر النيل (عطبرة) بهيئة الجمارك ضبطت كريمات، مخبأة بأحد المنازل بضواحي بربر في طريقها للتوزيع للأسواق المحلية، عبارة عن (50) طرد كبير من مستحضرات التجميل بدون أوراق رسمية وغير مستوفية للاشتراطات الصحية والقياسية.
مواصفات الكريمات المهربة:
وعلى الرغم من عدم مطابقة تلك المستحضرات والمراهم للمواصفات ومعايير الجودة وكذلك الطقس السوداني الحار والإصابات المتكررة التي لحقت بأعداد كبيرة من السيدات جراء استخدامها، فإن تجاراً ومهربين يمارسون الكثير من الحيل لإغراق الأسواق بها دون الاكتراث بالمخاطر التي تخلفها.
الفوائد التي ترجوها وزارة التجار يحتاج تعزيز قرار الحظر الى اجراءات اخرى موازية بما فيها تشجيع الصناعات المحلية و استخدام المنتجات المحلية الطبيعية و القيام بحملة مستدامة حول خطر الاستخدام غير المرشد لادوات التجميل خاصة التي تدخل عبر طرق التهريب ووضع إجراءات صارمة ضد التهريب و المهربين ورفع قدرات منظمات وهيئات حماية المستهلك والقوات الشرطية والجمركية لمنع التهريب بصورة حاسمة.
المصدر: سونا